توفق وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، في التعبير عن الخلفية التي تتعامل بها هذه الدولة مع ملف نزاع الصحراء المغربية، عندما صرح لإحد القنوات الإلكترونية، وهو يخرج من اجتماع جنيف، أنه حاضر ل»يضحك قليلاً»، وهو في ذلك يلخص مسألتين: الأولى، أَن الجزائر، تحضر وهي محرجة، و لا رغبة لها في هذا، بل إنها مرغمة، لذلك فلن تساهم كما هو مطلوب منها في التقدم لحل هذا النزاع. الثانية، أن هذه الدولة تضحك على ذقون الجميع، لأنها هي المسؤولة الأولى عن استمرار النزاع. صَدٓقَ مساهل إذن، بهذه الجملة القصيرة، في تلخيص جوهر القضية، التي كما يعرف المتتبعون للملف، ليست سوى مسرحية عرائس غير مضحكة، يظهر على خشبتها ما يسمى بانفصاليي البوليزاريو، لكن الخيوط التي تحرك هذه الدمى، محكومة في يد الدولة الجزائرية، التي توظف هذه القضية، في إطار عدائها الثابت للمغرب، والذي يتجلى على مختلف المستويات، العسكرية والسياسية والديبلوماسية… غير أنه إذا كان مساهل، الذي شارك في المائدة المستديرة حول الصحراء، التي احتضنتها العاصمة السويسرية، يعتبر الأمر مجرد لهو وضحك، فإن النتيجة الواقعية والفعلية، لما تقوم به الدولة الجزائرية، هو موت مئات الضحايا في حرب غادرة، واحتجاز عشرات الآلاف من الصحراويين في مخيمات تندوف، بما يعني ذلك من معاناة وحرمان، وتشتيت للعائلات والأقرباء، وتخريب العلاقات بين الشعبين، المغربي والجزائري، وتجميد لمسار البناء المغاربي، وتهديد دائم بالتوتر والنزاع بين بلدين جارين. وفي جميع الأحوال، فإن ما يضحك مساهل، يبكي الشعوب المغاربية، لكن الدولة الجزائرية، مرتاحة مادامت شوكة نزاع الصحراء، مغروزة في قدم المغرب، لذلك فهي غيرعابئة بأي اعتبارات أخرى، مهما كانت أهميتها لشعوب المنطقة ومصيرها.