زهير وحسن مغربيان أعزلان يطالبان بالتدخل لتخليصهما من قبضة الشرطة المكسيكية اصطدم تحقيق شابين مغربيين لحلمهما الأمريكي في بلوع الولاياتالمتحدةالأمريكية، عبر التراب المكسيكي، بواقع لم يكونا يضعانه في الحسبان، بالرغم من توقعهما للأسوأ منذ انطلاق رحلتهما، قبل حوالي ثلاثة أشهر من البرازيل، وهما الآن، بعد انسداد الأفق، يناشدان المغاربة المقيمين في أمريكاالجنوبية، وخاصة الولاياتالمتحدةالمكسيكية وأيضا السلطات القنصلية والدبلوماسية المغربية في المكسيك، من أجل تمكينهم من المساعدة القنصلية والقانونية. ومنذ أيام، يقبع الشاب المغربي “زيزو”، وهو الاسم الذي اختاره “زهير بونو” للتواصل عبر قناته على ال”يوتيوب” وحسابه على ال”انستغرام” رفقة رفيق رحلته “أمير حسن ضياء”، في إحدى زنزانات مركز الاحتجاز “تاباتشولا” في جنوبالمكسيك، الذي حصل الضباط المكسيكيون العاملون فيه على تدريب أمريكي مكثف حول أساليب إجراء المقابلات وعلى استخدام قواعد البيانات الجنائية الأمريكية في التحقق من هويات المحتجزين، يقبعان في أخطر مراكز الاحتجاز وكلهما أمل في أن تجد استغاثتهم صدى في آذان الجالية المغربية في الأمريكيتين ولدى وزارة الخارجية والتعاون الدولي. ووصل كل من زهير وحسن إلى الأراضي المكسيكية، حيث تم إلقاء القبض عليهما بأحد مسارات سكة القطار التي اتخذاها موجهة لمسيرها وسط غابة محفوفة بالمخاطر غير بعيد عن بلدة “ويستلا” على الحدود الغواتيمالية، بعدما تمكن حسن وزهير، اللذان يمولان رحلتهما أساسا من مساعدات الأصدقاء ومن الفيديوهات التي يبثها زهير عبر قناته الخاصة على موقع يوتيوب، من اجتياز عدد من بلدان أمريكا الوسطى في أفق الوصول إلى الحدود المكسيكيةالأمريكية للاستقرار في بلد العم سام. لقد اختار زهير وحسن مثله مثل المئات من الشباب المغاربة، هربا من البطالة والفراغ القاتل كما سبق أن عبرا عن ذلك في عدد من الفيديوهات التي كان يعكس عبرها “زيزو” واقع يومياته في البرازيل قبل مغادرتها، (اختارا) دول أمريكا اللاتينية، بعدما لم تعد المنافذ البحرية لغرب البحر الأبيض المتوسط وتلك على الحدود بين ليبيا وتونس، مجدية للوصول إلى الفردوس الأوروبي، سواء كانت إسبانيا أوإيطاليا أو اليونان عبر تركيا. فالهجرة إلى بلدان أمريكا اللاتينية، وعلى الخصوص البرازيل، لا يتطلب سوى جواز سفر وبطاقة سفر ذهابا وإيابا وفندقا وحقيبة وبعضا من المال. انطلقت رحلة “زهير بونو” إلى الولاياتالمتحدةالمكسيكية من ساو باولو البرازيلية نحو المجهول، في شهر ماي الماضي، حينما التحق به رفيق رحلته “حسن أمير ضياء” حديث العهد بالبرازيل وشاب آخر اسمه “نوح” الذي سوف يغادر الفريق المغامر منتصف الطريق شهر ماي الماضي، بعدما ضاق “زهير” ذرعا من تصرفات العناصر الأمنية تجاه وضعه المتأرجح بين مواطن مغربي مقيم بطريقة غير شرعية وطالب للجوء الإنساني للمكوث أزيد من المدة المسموح بها على التراب البرازيلي. واصل زهير وحسن رحلتهما عبر مجموعة من بلدان أمريكا الوسطى إلى الحدود الجنوبيةالمكسيكية دون خوف من مافيا المخدرات وقطاع الطرق وصعوبات اجتياز جمارك الحدود، بمعية العديد من المهاجرين من بلدان إفريقية وآسيوية وشرق أوسطية خاصة من السوريين، الذين أشارت إليهم غير ما مرة تقارير إعلامية على كون الشرطة الأمريكيةوالمكسيكية على علم بتحركهم أي (السوريين) بجوازات سفر مغربية مزورة يتم الحصول عليها في البرازيل، وهما لا يترددان كلما سمحت لهما الفرصة في تسجيل وبث يوميات رحلاتهما ومغامراتهما على منصة يوتيوب يوما بيوم الى أن سجلا لحظة اعتقالهما غير بعيد عن بلدة “ويستلا” على الحدود المكسيكية – الغواتيمالية. وقطع الشابان المغربيان، اللذان لم يترددا في توثيق مغامراتهما التي تقطع الأنفاس وهما يعبران من حدود إلى أخرى، بشكل غير مسبوق في عالم “الفلوغات” و تدوين معيشهم اليومي، مستثمران للوسائط التكنولوجية الحديثة، ومنصات النشر الرقمية، رفقة مواطنين من دول أمريكا اللاتينية التي تعيش وضعا داخليا متأزما بالإضافة الى بلدان الأرجنتين وكوستاريكا وكولومبيا وكوبا وبنما، قطعا الأدغال وخاصة غابة “داريان غاب”، المعروفة بتواجد شبكات إجرامية خطيرة وقطاع الطرق، غير عابئين بما قد يهدد حياتهم من أخطار الطبيعة.