أوضح عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في حوار جديد مع إحدى المواقع الالكترونية، أن عملية تتبع وضعية المقاتلين المغاربة الملتحقين بالساحة السورية العراقية، أفضت إلى الإحصائيات التالية: التحاق أزيد من 1666 مقاتل ببؤر التوتر بالمنطقة السورية العراقية، انضم منهم 929 ،إلى ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية"، و انضم 100 مقاتل لتنظيم "حركة شام الإسلام"، والتحق ما يزيد عن 50 مقاتلا بتنظيم "جبهة النصرةط أو ما يسمى حاليا بتنظيم "جبهة فتح الشام". أما باقي المقاتلين، يواصل عبد الحق الخيام في سرد الاحصائيات، فهم موزعون على باقي الفصائل الإرهابية، و 225 مقاتلا من بين هؤلاء من ذوي السوابق في قضايا الإرهاب، و 233 شخصا دخلوا التراب المغربي عائدين من معسكرات القتال، و 643 مقاتلا لقي حتفه بالمنطقة السورية العراقية، أغلبهم عن طريق تنفيذ عمليات انتحارية، بينما وصل عدد النساء الملتحقات بالمنطقة السورية العراقية حوالي 289 امرأة، عادت من بينهن إلى المغرب حوالي 52 امرأة، أما بالنسبة للأطفال بلغ عدد الملتحقين منهم بمناطق التوتر ما يقارب 370 طفل، عاد منهم حوالي 15 طفل. وفي ما يخص مدى الخطر الإرهابي، القائم في المغرب ودرجته، يشرح عبد الحق الخيام، قائلا: "إن انحدار التنظيم الإرهابي المسمى "الدولة الإسلامية"، بعد الهزائم المتتالية، التي مني بها في سورياوالعراق، من قبل قوات التحالف الدولي، وازدياد تشديد الرقابة الأمنية على الحدود السورية العراقية، كلها عوامل أدت بقيادات هذا التنظيم الإرهابي، إلى التفكير في نقل مركز إدارتها للإرهاب العالمي إلى ليبيا، وهذا ما يبرر وبشكل كبير الاستراتيجية التوسعية لهذا التنظيم، الذي يسعى إلى جعل هذا البلد، نقطة ارتكاز لانتشار وتوسيع المشروع الكبير، لما يسمونه (الخلافة). وأبرز الخيام، أن الارتفاع المفاجئ للعمليات الارهابية المنفذة، سواء في ليبيا، أو تلك التي تم التخطيط لها في هذا البلد، وتم ارتكابها بكل من تونس ومالي، من قبل الجماعات الإرهابية، يوضح بجلاء كون ليبيا أضحت مركز استقطاب للجهاديين المنحدرين من المنطقة المغاربية الراغبين في الالتحاق بفرع تنظيم "الدولة الاسلامية". وأضاف الخيام أن هزائم داعش في العراقوسوريا ليست نهاية له، وإنما هي ولادة جديدة له بمناطق أخرى من العالم، وخاصة بليبيا ومنطقة الساحل والصحراء الكبرى وغرب إفريقيا، والقرن الإفريقي، وحتى وسط آسيا، فوق التراب الأفغاني، من خلال إنشاء قواعد خلفية جديدة، لتوجيه ضربات في مختلف بقاع العالم، اعتمادا على طرق إرهابية مستجدة، من قبيل طريقة "الذئاب المنفردة". وفي ما يخص التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، إقليميا، وقاريا ودوليا، وأهمية الدور المغربي في هذا الميدان، يشرح عبد الحق الخيام، قائلا: "لا يمكن محاربة الظاهرة الإرهابية، والجريمة المنظمة، بصفة عامة إلا من خلال تعاون أمني فعال بين دول العالم، والمغرب، من جهته، وافق وصادق على كل المواثيق والمعاهدات القانونية الدولية، الجاري بها العمل، في هذا الشأن، وهو ينخرط دائما مع الجميع، في الرفع من مستوى التعاون مع شركائه الأمنيين، سواء منهم الغربيين أو الجهويين، أو غيرهم من خلال توفير معلومات أمنية دقيقة وفاصلة، والقيام بعمليات أمنية مشتركة، مكنت من تجنب العديد من العمليات الإرهابية، وتفكيك خلايا إرهابية وعصابات إجرامية".