نورة العنوني عندما نتحدث عن مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب ، فإننا نعبر عن التناسب بين المهمة الموكلة لشخص ما ، و شخصية ذلك الذي أوكلت إليه ، حيث يجسد ذلك الشخص الأهداف التي ينبغي بلوغها من خلال تلك المؤسسة التي يشتغل بها أو ذلك المنصب الذي يتقلده ، وهذا لن يتأتى إلا من خلال امتلاك الشخص لمهارات كبيرة تساعده على إدراك طبيعة عمله وقيم الإخلاص والتضحية في العمل من أجل بلوغ الأهداف والمرامي المتوخاة منه. وقد أبدعت البشرية عبر تاريخها الطويل أساليب وآليات لاختيار الرجل المناسب للمكان المناسب ، وكانت الديموقراطية كآلية سياسية ، ووسيلة من تلك الوسائل ، حيث تم وضع قوانين حسب كل بلد لتحقيق ذلك الهدف في اختيار رجال ونساء أكفاء ، قادرين على حل مشاكل مجتمعهم وخدمة الناس ، كما أن لهم القدرة على الإبداع من خلال مناصبهم من أجل تطوير العمل وتجويده ، وكذلك الرفع من الإنتاجية في جميع المجالات ، بما يلبي حاجة المجتمع المتجددة ، هذا التصور لهذه المقولة الإنسانية ، وهذه الأبعاد التي تختزلها ، يقودنا للحديث عن الرجل الشهم عز الدين الجنيدي مدير المركب الثقافي عبد الله كنون ، لا يعني حديثي عن هذا الرجل ، أني أبخص عمل من سبقوه إلى هذه المهمة ، فقد قاموا بما استطاعوا إليه ، ولكن للسيد عز الدين الجنيدي من الصفات والمؤهلات ما يجعله رجلا متميزا ، ويستحق أن نقف عند تجربته الرائدة ، تكريما وتشجيعا له من جهة ، وتقديمه للمجتمع كمثال للوفاء والصبر والتضحية والإخلاص من جهة أخرى ، وهو بحق من الرجال الدذين صدق فيهم قول الله تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ). عندما نقول أن السيد عز الدين الجنيدي الرجل المناسب في المكان المناسب ، فجميع من عرفوه يوافقونني الرأي ، لأن عمله شاهد على ذلك . لقد اعتاد الأستاذ والفاعل الجمعوي عز الدين الجنيدي مند شبابه على العمل التطوعي والإنساني من أجل أبناء وطنه ، من خلال العمل الجمعوي الجاد ، ويعتبر في هذا المجال المؤسس للعمل الجمعوي بمدينته الدارالبيضاء ، التي أحبها وناضل من أجلها ، اشتغل الجنيدي لمدة تزيد عن ربع القرن في الحقل الثقافي ما بين بوشنتوف والمعاريف مرورا بالمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني ، والجماعة الحضرية للدار البيضاء وانتهاء بإدارة المركز الثقافي عبد الله كنون.. كما تسلط الأضواء منذ نعومة أظافره في مجالات الفنون التشكيلية والإبداع ، حيث ركز اهتمامه على عوالم الخط العربي والحروفية ، إذ شارك في ملتقيات ومعارض عديدة ، كما شارك في ورشات فنية تكوينية لفائدة شرائح اجتماعية واسعة معتمدا على عنصر التجريب في هذا المجال ، وعلى إلمامه الكبير بالجوانب النظرية والتطبيقية في الخط العربي والزخرفة الإسلامية.. هذا ويعكف المبدع عزالدين جنيدي حاليا على إعداد دراسة مقارنة في مسارات الخط العربي، الموسيقى والشعر – سترى النور قريبا – وهي ذات الدراسة التي سماها “خلطة عشق ” تناول فيها جوانب مهمة واساسية من التقاطعات التي أنتجها لنا العقل العربي من خلال هذه المدارس الإبداعية الثلاثة . وبذلك يحق تسمية السيد عز الدين الجنيدي بسيد العمل الجمعوي الجاد والفنان المبدع الخام . إن جميع من عرفوا الرجل من خلال عمله ، المتميز والجريء ، يؤكدون أن عز الدين الجنيدي من معدن نفيس ، وأن وجوده على رأس المركب الثقافي عبد الله كنون بتراب مقاطعة عين الشق ، سيعود بالخير العميم على الساكنة هناك وخصوصا الشباب الذي ينتمي إليها .