شجيع محمد ( مريرت ) كل مرة يتكرر خطاب هشاشة البنية التحتية والتي يفتضح أمرها خلال كل موسم فإن دل ذلك فإنما يدل على العقليات الفاسدة التي تأصل فيها الفساد من الرأس إلى مخمص القدمين فلا تهمها مطالب المواطنين وإصلاح أحوال البلاد بأي شيء لا من قريب ولا من بعيد كأن هؤلاء المسؤولين ليسوا من المنطقة أو أتوا من كوكب آخر ليس لهم سوى تأمين عيشهم والثراء و ” أنا ومن بعدي الطوفان ” حيث أن الأوضاع التي تعيشها الجماعات الترابية و القرى من بؤس وتدني الخدمات وغيابها وكذا غياب الطرق والمسالك و القناطر و الآبار ….لخير شاهد وأكبر دليل على أن عقليات هؤلاء متحجرة ولا يهمهم سوى الإنكباب لتحقيق أغراضهم حيث لا نرى هذه المشاريع سوى على الأوراق باعتبارها وهمية وهكذا يظل الساكنة وذويهم وماشيتهم رهائن محتجزين خلال موسم التساقطات المطرية و الثلجية وترى من جديد هؤلاء العابثون يعيدون الكرة بأنهم سيقومون بإصلاح الطرق المتضررة و إنشاء قناطر تتوفر على مواصفات ” عالمية ” وفتح المسالك وأنه ستتم معالجة الملفات لتستغل الميزانية من جديد حول ما يسمونه ب ” الإصلاحات ” و التي تنكشف عيوبها بعد حين لتضل عقول الساكنة تعيش في أوهام لا متناهية علما أن البنيات التحتية مغشوشة أصلا و تكشفها التساقطات المطرية و الرعدية ورغم ما تتوفر عليه المناطق من ثروات سياحية وطبيعية هائلة فإنها تضل فقيرة في بنيتها التحتية ليضل الإهمال و الإصلاحات المغشوشة واسترخاص حياة المواطنين هي السمات المسيطرة على المشهد ويبقى النهب المقنن عنوانا لصيقا بأي إصلاح أو مشروع وتبقى مناطق الأطلس المتوسط رمزا لفشل سياسة التدبير وهنا نخص بالذكر القرى التابعة للجماعة الترابية لأكلمام أزكزا تتخبط في العديد من المشاكل حيث بنية الطرق يخجل المرء عن وصف حالتها والتي يتم إصلاحها أربع إلى خمس مرات في السنة ولا ترى في ذلك سوى إصلاحات ترقيعية كلها غش حيث تتحرك هذه الأخيرة من جديد بعد سماع حلول لجنة للمراقبة أو التتبع إلى هاته القرى كما حدث مؤخرا إذ تم هدم قنطرة في متصف الليل و محاولة إعادة بنائها من جديد كأنها كانت مهيئة من طرف مصالح الجماعة وإن تم ترك القنطرة القديمة ستكشف الغش السائد مما دفع بالسؤولين إلى إتخاذ مبادرة الهدم كما شاهدت قبائل أيت بومزوغ وأيت خويا التابعتين لنفس الجماعة صراعا حول الماء وانعدام آبار للشرب والتي تستفيد منها القبائل الموالية لرئيس الجماعة فقط وضل شعار “ّ التصويت مقابل الماء ” هو السائد بذات الجماعة و إذ كنت تتحدث عن جماعة أكلمام أزكزا فإنها مختصرة في شخص أو ثلاثة أشخاص فقط الرئيس و من معه و الطامة الكبرى تتجلى في حفر بعض الآبار من طرف لوبي الجماعة في مناطق موالية للرئيس بنحو 250 مليون واستفاد مقاولون موالون لسيادته من الصفقة وهذه الميزانية تجاوزت المبلغ الحقيقي مما دفع بفريق المعارضة إلى تقديم تقارير قي هذا الشأن إلى مصالح العمالة وكذا المصالح الوزارية و الهيئات المعنية للقيام بمراقبة و فتح تحقيق وبحث في الموضوع حيث لازالت هذه الشكايات لم تراوح مكانها فأين شعار محاربة الفساد ؟؟ كما تعاني القناطر هي الأخرى من الغش و الهشاشة و انعدامها في غالبية الملتقيات و المسالك الشبه طرقية بالمنطقة وخير دليل قنطرة ” أمالو إجنوان ” ( الصورة ) الواقعة على الطريق الرابطة بين واد صرو و أجدير و المؤدية إلى إيتزر ضواحي ميدلت في أقصى جبال يبلغ ارتفاعها على سطح البحر 2000 متر تقريبا حيث نجد هناك عالما آخر غابت فيه إستراتيجية النهوض بالمناطق الجبلية و العالم القروي حيث تباعد المناطق بسبب غياب جسور حقيقية تربط بين القبائل مما جعلها تعيش في عزلة قاتلة حيث يحتاج المرء مسافة بين الصعود و النزول للوصول إلى الجيران أو الأقارب أو حتى المناطق النائية أما المرضى فحدث ولاحرج فإن نقل كل مريض يتطلب طائرة ” الهيليكوبتير ” للوصول إلى المستوصف الكائن بأجدير الخاوي على عرشه أصلا ثم إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة حيث تزداد أوضاع المريض سوء كلما قطعت به مسافة محمولا داخل نعش خصصه ساكنة القبائل المعنية لهذا الغرض و يتحولون إلى شعب الإسكيمو خلال فصل الشتاء و الصورة توثق لقناطر العهد الجديد 2019 بالمناطق التابعة لأكلمام أزكزا المتأمل للوضع يتأكد له أن المغرب الذي تتحدث عنه الصحافة ووسائل الإعلام مغرب و المناطق و القبائل التابعة لجماعة أكلمام أزكزا مغرب من نوع آخر بعد أن حول المسؤولون ساكنته إلى أهل الكهف.