أجرى الحوار : محمد الشنتوف في خضم الأحداث الأخيرة التي رافقت الأزمة الديبلوماسية المغربية الإسبانية قبل المرور إلى الإعتراف الاسباني التاريخي بمغربية الصحراء، عبر المغرب عن صرامة ديبلوماسية وتواصلية واضحة المعالم، إذ رفض إزدواجية المواقف التي يمكن أن يعبر عنها حلفائه بخصوص قضيته الأولى، كما أنه لم يغلق باب التواصل والحوار لإيجاد توافق في وجهات النظر، بما يخدم قضيته العادلة، وكانت اللحظة التاريخية مناسبة لقيام الديبلوماسية المحلية بالدور المنوط بها، للتعريف بالقضية من ميدان سوسيولوجيا المدن المغربية في الصحراء ، من أجل الوقوف على حقيقة الوضع هناك، وفضح الأكاذيب التي يعبر عنها خصوم الوحدة الترابية في أكثر من مناسبة. من هذا المنطلق، عاشت مدينة السمارة بالتزامن مع يوم إعلان الديوان الملكي المغربي عن توصله برسالة من الحكومة الإسبانية تؤيد مقترح الحكم الذاتي، في 19 مارس 2022، عاشت على وقع زيارة وفد إسباني برئاسه القنصل العام للمملكة المغرببة، جاء من جهة مورسيا الإسبانية التي تقع في الجنوب الشرقي لإسبانيا، همت التعريف بالم0ثر التاريخية للمدينة والوقوف على مدى تقدم البنية التحتية، ومدى ملائمة الوضع هناك لشروط العيش الكريم والتقدم والازدهار، في هذا الإطار حاورت جريدة المغرب 24، سيدي محمد سالم البيهي رئيس المجلس الاقليمي للسمارة، وناقشت معه جملة من النقاط الهامة المرتبطة بهذه الزياراة، وهذا القرار التاريخي ودور التعاون المبدئي بين مختلف مكونات الديبلوماسية المغربية في خدمة قضايا الوطن. – إلى جانب الديبلوماسية الملكية ودورها الريادي في هذه الموضوع، وكذلك الديبلوماسية المؤسساتية لوزارة الخارجية، لنتحدث عن الديبلوماسية المحلية، أنتم كمنتخبين، كيف ساهمتم في هذا التحول؟ نحن دائما، واقصد هنا في السمارة بالخصوص، نشتغل كوحدة واحدة، سلطات ومنتخبون، ومجتمع مدني، فقبل أيام وبالضبط في يوم الإعلان عن قرار الحكومة الإسبانية، كنا في استقبال بعثة من جنوب شرق إسبانيا، يقودها القنصل العام للمملكة المغربية وضمت مجموعة من الفعاليات، باحثين وأساتذة وغيرهم، قاموا بزيارة المعالم التاريخية والإقتصادية والسياحية للسمارة، وعبروا عن إعجابهم بمستوى التقدم التنموي في الإقليم، وكذلك بجهة العيون الساقية الحمراء. -في نظركم ما الجدوى من مثل هذه الزيارات، كاستراتيجية تواصلية للديبلوماسية المحلية المكملة للديبلوماسية الوطنية؟ كما ذكرت في سؤالك، هي ديبلوماسية محلية مكملة للديبلوماسية الوطنية، هذا العمل الموازي الذي قمنا به، حصدنا من خلاله اعتراف ضيوفنا بالدور الكبير الذي لعبه المغرب في تنمية المجال وتنمية الإنسان، انطلاقا من الميدان والرؤية المجردة، وفي إطار الديبلوماسية المحلية كما ذكرت أصدرنا بيانا نشكر فيه مجهودات الملك في هذا الملف، ونشكر فيه الحكومة الإسبانية، ونثمن هذا الموقف الشجاع والتاريخي إبان إصدار الديوان الملكي لبلاغ الاعتراف الاسباني بمغربية الصحراء . -هل التعامل الحازم للديبلوماسية المغربية، كان له دور أساسي في هذا التغير الجدري في موقف إسبانيا تجاه المغرب؟ طبعا، هذه الصرامة التواصلية تنم عن حكمة ناتجة عن تبصر رصين لجلالة الملك منذ سنوات، وتجلت في الخطابات الملكية الأخيرة في المناسبات الوطنية، والتي أكد فيها أن المغرب لم يعد يقبل أن تتعامل الدول الغربية مع المغرب بازدواجية في المعايير والمواقف، وهو ما أدى إلى تحقيق نتائج جد إيجابية، وعلى رأسها الاعتراف الأمريكي إلى جانب نظيريه الاسباني قبل ايام، والخارجية الفرنسية اليوم . -أنتم كمنتخب، قريب من المواطنين بالسمارة، كيف تصف تفاعلات الشارع السماري مع هذا القرار؟ المواطن السماري ، وكما هو معروف عليه، يتفاعل دوما بشكل إيجابي مع كل قرارات جلالة الملك والمبادرات التي يقودها، وهذه هي طبيعتنا التقليدية كمواطنين، فمنذ الاعلان عن هذا القرار، الشارع السماري تميز بالتعبير عن فرحته العارمة، لانه يعرف ما لمثل هذه القرارات من نتائج إيجابية على مدينة السمارة خصوصا والصحراء المغربية بصفة عامة، ولأنه أولا سيكون دعامة للسلم، ولبنة من لبنات التنمية الاقتصادية الاجتماعية وغيرها. – في تلخيص شامل للموضوع، و بالنظر إلى سياق الأزمة المغربية الاسبانية سابقا، وما تلاه من تفاصيل ذكرناها في هذا الحوار، ما رأيكم حول تحول الموقف الإسباني حول القضية المغربية؟ هذا التحول لم يكن سهلا، وجاء بعد تسلسل تاريخي يمتد لأربعة عقود من الزمن، فبعدما كانت اسبانيا مستعمرة للجنوب المغربي، وبعد تفكير طويل من طرفها، يمكن ان نقول أنها عادت أخيرا إلى جادة الصواب، واعترفت حقيقة وعلانية للعالم أجمع على أن الصحراء مغربية، وعلى أن الحكم الذاتي، مقترح له جدواه ومصداقيته. هذا الاعتراف جاء بعد مجهودات كبيرة للديبلوماسية المغربية كما ذكرت سابقا بمختلف مكوناتها، وعلى رأسها مجهودات الملك محمد السادس، وهي انتصارات نعتز بها لممكتنا المغربية مند إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية عن اعترافها الصادق والواضح حول مغربية الصحراء، كما أننا نشاهد كما هائلا من القنصليات التي فتحت في كل من العيون والداخلة، والعالم أجمع على ضرورة إنهاء هذا النزاع المفتعل. إسبانيا أكدت اليوم على أن الصحراء يجب أن تضل في مغربها، ولم يبقى سوى الجزائر وصنيعتها البوليساريو، اللذين يحلمون بالوهم، ويعبرون عن ضمائر مريضة، وبالنسبة لنا كممثلين شرعيين للسكان وناطقين رسميين باسمهم، أفرزتنا صناديق الاقتراع في الانتخابات الأخيرة، اليوم نشاهد الشباب والنساء والمنتخبون وشيوخ القبائل، وجمعيات المجتمع المدني، جد سعداء بهذا القرار، ونعيش فرحة عارمة، نحن جد متأكدين أنها لن نقف عند هذا الحد، وسيحصد المغرب مزيدا من الإنتصارات في قضيته، لأنها ببساطة قضية عادلة.