منذ إقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم من كأسي إفريقيا والعالم، والجامعة الملكية المغربية للعبة تبحث عن مدرب جديد، خلفا للفرنسي، لومير، وللتركيبة الرباعية المغربية، الذين جروا الأسود نحو الهاوية. وانصب اهتمام وسائل الإعلام، بدورها، على تلقف أخبار "المنقذ" القادم للكرة المغربية، في حين، بلغت أسماء المدربين المحتملين للمنتخب، التي نشرتها الصحف الوطنية، ما يقارب 16 مدربا، دون أن تتدخل جامعة علي الفاسي الفهري لوضع حد لهذه التخمينات، التي أنست الجمهور العنصر الأساسي في لعبة كرة القدم، وهو اللاعبون. لا أحد يمكنه، في ظل الوضعية الصعبة، التي تمر منها الكرة الوطنية، أن يُخمن بشأن أسماء اللاعبين، الذين سيعتمدهم المدرب المقبل، لإعادة الثقة للمغاربة في منتخبهم، إن كان سيختارهم من الدوري الوطني، أم سيستوردهم من بطولات أوروبا والخليج؟ وهل سيحتفظ بالتشكيلة الحالية، التي خيبت آمال الجمهور في التأهل للمونديال، أم سيتخلى عن الجميع، ويبدأ من الصفر؟ في انتظار الحسم في هذا الموضوع، لماذا لا نتحدث، مثلا، عن تشكيلة المنتخب الوطني لسنة 2020؟ عملا بالقاعدة التي تقول إن أفضل اللاعبين في العالم أتوا من الرياضة المدرسية، أو من مدارس الأندية. في المغرب، تتوفر أندية عديدة، مثل الوداد والرجاء البيضاويين، والجيش الملكي، والفتح الرباطي، على مدارس، يتعلم فيها اللاعب أبجديات كرة القدم، منذ الصغر، كما نتوفر على بطولة مدرسية. في السنة الماضية، برز عدد من الأطفال الموهوبين في كرة القدم المدرسية، يمكن أن يحملوا القميص الوطني، بعد 10 سنوات، أو 12 سنة من الآن. من بين هؤلاء الأطفال، طائف شادي، وأحمد رضا تاكناوتي، ومحمد ميري، ومحسن العبايدي، والمهدي إمني، وأمين الشليوي... أسماء لا يعرفها كثيرا الرأي العام الرياضي، لكنها، في اعتقاد المتتبعين لكرة القدم المدرسية، ستكون النواة الأساسية لتشكيلة المنتخب لسنة 2020، إذا توفرت شروط المتابعة والاهتمام بها. اختيرت هذه الأسماء من طرف لجنة تقنية، تابعة للجامعة الملكية للرياضة المدرسية، بتنسيق مع متتبعين من وزارة التربية الوطنية. مشكل كرة القدم الوطنية أن المسؤولين عن شأنها لا يهتمون بفئة الصغار، ولا ينقبون عنها في المدارس الكروية، أو في دروب الأحياء الشعبية، حيث يمارس الصغار لعبتهم المفضلة فوق الإسفلت، وفي فضاءات ضيقة، لا تسمح لهم بتفجير طاقاتهم الفنية والبدنية. ألم يهمس أحد من الجامعة في أذن الفاسي الفهري، ويقول له إن أغلب نجوم كرة القدم في العالم برزوا في البطولات المدرسية، قبل أن يتحولوا إلى لاعبين مشهورين، يساوون ملايين الدولارات؟ إذا لم يفعل ذلك أحد، فهؤلاء النجوم، على سبيل المثال لا الحصر، هم كاكا، ورونالدينهو، وروبين، وزيدان، واللائحة طويلة. وحتى لا نذهب بعيدا، فالبطولة المدرسية بالمغرب، أيضا، أنتجت لاعبين مرموقين، قبل أن ينضموا إلى الفئات الصغرى للأندية الوطنية، بل فيهم من حمل القميص الوطني باستحقاق، مثل السفري، وزمامة، وآيت العريف، والعميد السابق القرقوري.. فهل يجب أن نكرر همسنا للجامعة أكثر من مرة، كي توجه الجامعة اهتمامها الأول لفئة الصغار، وتعيد الاعتبار لكرة القدم المدرسية؟ أما قضية المدرب المقبل، فتحديد اسمه لا يتطلب وقتا طويلا من اللجنة المكلفة بدراسة نهج السير العديدة، التي وضعها أصحابها في مقر الجامعة، من داخل المغرب، وخارجه.