كشف تقرير مهني أن عدد الصحافيات الحاصلات على بطاقة الصحافة في المغرب، لا يتعدى 26,4 في المائة، مقابل 73,52 في المائة من الرجال، الذين يتوفرون على البطاقة المهنية، حسب الإحصاءات الرسمية لسنة 2010، أي أن عدد الصحافيين الذكور، الحاصلين على البطاقة، يصل إلى 1755، بينما لا يتعدى عدد الصحافيات الحاصلات على البطاقة 632 صحافية. وقال التقرير، الذي أعلنت عنه النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أول أمس الثلاثاء في الدارالبيضاء، خلال اللقاء المنعقد حول النساء الصحافيات وإعمال مبدأ النوع الاجتماعي في المؤسسات الإعلامية المغربية، أن نسبة الصحافيات الحاصلات على البطاقة المهنية في مصر 35 في المائة، و46 في المائة في تونس، علما أن عدد الصحافيات المغربيات اللواتي يتوفرن على هذه البطاقة، انتقل بنسبة 3 في المائة ما بين سنة 2005 و2010. ورصد التقرير أوجه ضعف الوجود النسائي في الصحافة المغربية، مقارنة بحضور الرجال، إذ لا تتعدى نسبة حضور الصحافيات في الصحافة المكتوبة 24,93 في المائة، مقابل 73,06 في المائة من الرجال، بينما تنخفض النسبة إلى مستويات أضعف في قطاعات إعلامية أخرى، مثل غياب المرأة في مجال الكاريكاتور، وعدم تخطي نسبتهن في التصوير ل 5 في المائة، وحوالي 17 في المائة من التقنيات، هذا في الوقت الذي يشكلن فيه 30,50 في المائة من الصحافيات المهنيات و337,19 في المائة من الصحافيات المتمرنات. ويأتي حضور الصحافيات الحاصلات على البطاقة المهنية في مجال السمعي في المرتبة الأولى بنسبة 36 في المائة، بينما يأتي حضورهن في الصحافة المكتوبة في المرتبة الثانية، يليه في المركز الثالث حضورهن في المجال البصري بنسبة 23 في المائة، فيما لا يتعدى عدد الصحافيات الحاصلات على البطاقة المهنية في مجال الصحافة الإلكترونية ثلاث نساء، حسب حصيلة التقرير، الذي قدمته مونية بلعافية، نائبة الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة الوطنية. وتحدثت مونية بلعافية عن وجود مشاكل متنوعة تعانيها منها الصحافيات داخل المؤسسات الإعلامية، من أبرزها ضعف أجورهن مقارنة بزملائهن الرجال، إذ يقل بنسبة تصل إلى 18,1 في المائة، وبأقل من 19 في المائة في القطاع الخاص، إلى جانب "تعرض عدد من الحوامل منهن إلى عدم تفهم مرؤوسيهن لخصوصية المرحلة التي يمررن بها، فيتعرضن لعنف معنوي". وأضافت بلعافية أن عدم منح الصحافية فرصة أكبر للتطور المهني والرقي في رتبتها داخل مؤسستها الإعلامية، مع تطرقها لموضوع "ما تتعرض إليه بعض الصحافيات من تحرش جنسي ومعنوي، وعجزهن عن رفع شكايات مكتوبة بخصوص ذلك، مكتفيات بالصمت أو بالإبلاغ الشفوي عما يتعرضن له". وفي هذا الإطار، أوضح يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن النقابة تستعد لتنظيم حملة وطنية للتحسيس بأهمية الحضور النسائي والرفع من تمثيليتهن في المؤسسات الإعلامية المغربية، والتوعية بأحقية النساء الصحافيات في بلوغ مواقع القرار داخل مؤسساتهن، وإشراكهن في تدبير المؤسسة، إلى جانب توعية الصحافيات بأهمية انخراطهن في العمل النقابي للدفاع عن حقوقهن. وأشار يونس مجاهد في تصريح ل"المغربية" إلى أن الحملة ستعتمد على توزيع منشورات، وتنظيم زيارات ميدانية إلى مؤسسات إعلامية، للتعريف بالمشروع، للرفع من تمثيلية النساء في المؤسسات الإعلامية، والنقابات المهنية، مستندا في ذلك إلى الحضور المكثف للطالبات في معاهد التكوين في مجال الإعلام، مقابل ضعف حظوظهن للحصول على فرص عمل في مجال الصحافة. ويأتي ذلك استنادا إلى ما كشف عنه التقرير من أن 59,31 في المائة من طلبة الإعلام في المغرب نساء، مقابل 40,69 في المائة من الرجال، بينما تتكون النقابة الوطنية للصحافة الوطنية، حاليا، من 2269 من الصحافيين، منهم 459 امرأة، بنسبة لا تزيد عن 20,30 في المائة أي الربع، في حين لا تتعدى نسبة حضور النساء في المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة، نسبة 22 في المائة من النساء، مقابل 73 في المائة من الرجال. وعرف النقاش تدخلات متنوعة، أجمعت فيها المتدخلات الصحافيات، عن أن المرأة تبذل جهودا مضاعفة لإثبات قدراتها المهنية وجدارتها في مجال اشتغالها، والبرهنة على إمكاناتها، وقدرتها للكتابة في مواضيع أكثر جرأة تعبر فيها عن أفكارها، في مجال السياسة والتحليل المالي، مثلا. بينما أكدت بهية عمراني، صحافية ومسؤولة نشر مجلة شاملة ناطقة بالفرنسية، أن المرأة مدعوة إلى خوض النضال لإثبات قدراتها بواسطة العمل المتواصل والجبار، لتبرهن على أنها في مستوى منافسة زميلها الرجل. وعبرت عن فكرتها بضرورة التوازن داخل هيئة التحرير، بين الرجل والمرأة، مع حديثها أن اختلاف الأجر في المؤسسة الإعلامية، يجب أن تتحكم فيه الكفاءة والعمل اللذان يبرهن عليهما كل شخص، إذ لا فرق بين رجل وامرأة.