أفاد البروفيسور عبد اللطيف بن ايدار، عضو المجلس العلمي لمؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج داء السرطان في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن المغرب خلد اليوم الوطني لداء السرطان من خلال إجراء تقييم لمختلف الأعمال المنجزة، خلال العشر سنوات الماضية، في إطار تنفيذ مخطط الوقاية وعلاج السرطان. وذكر بن ايدار، أن المغرب ركز بشكل كبير على برامج الوقاية، التي تعدها مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان، ذات أهمية قصوى لمحاصرة انتشار الداء، من خلال نشر الوقاية وعقد شراكات مع المؤسسات التعليمية الاعدادية والثانوية والمقاولات، لتكون فضاءات خالية من السيجارة. أما بالنسبة إلى مخططات تشخيص الداء، فأعطيت الأهمية القصوى للفحص المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم، من خلال تأسيس مراكز مرجعية، وصل عددها إلى 30 مركزا، موزعا على جهات المملكة، يفيد عضو المجلس العلمي لمؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان. وأبرز بن ايدار أن أمراض الجهاز التناسلي عند المرأة، تشكل 60 في المائة من أنواع السرطانات المسجلة عند المرأة في المغرب، ما دفع إلى خلق أقطاب علاجية، تضم مختلف مراحل التشخيص والعلاج والجراحة في المغرب. على مستوى علاج السرطان في المغرب، ارتفع عدد المسرعات الخاصة بالعلاج الكيماوي للسرطان، من 10 مسرعات، قبل سنة 2005، إلى 41 مسرعا حاليا، ما مكن من خفض عدد مرضى السرطان المسجلين في لائحة الانتظار، وخفض مدة الاستفادة من هذه المسرعات، التي كانت تصل إلى سنة في وقت سابق، يؤكد البروفيسور بن ايدار، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مركز محمد السادس للوقاية وعلاج السرطان في المستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء. وتبعا لارتفاع عدد المسرعات، ارتفع أيضا عدد المراكز العلاجية، إذ انتقل من 7 مراكز، كانت محصورة بين الدارالبيضاء والرباط، سواء التابعة للقطاع العام أو الخاص، قبل سنة 2005، إلى 22 مركزا موزعا في مختلف جهات المملكة، مع ترقب افتتاح مركز بني ملال، قريبا، الذي يوجد حاليا في مرحلة التجهيز، واستئناف أشغال بناء مركز العيون، يفيد الاختصاصي ذاته. وذكر بن ايدار، أن شراكة مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان مع وزارة الصحة، مكنت المرضى الحاملين لبطاقة "الراميد" من الاستفادة من العلاجات الجديدة والمبتكرة، بشكل مجاني، رغم كلفتها المرتفعة، الشيء الذي رفع مستوى ولوج المرضى إلى العلاجات ضد الداء، موازاة مع توسيع دائرة الخدمات العلاجات التلطيفية، التي توجد حاليا في الرباط والدارالبيضاء ومراكش، مع رسم مخطط توسعتها على باقي الجهات، يضيف ابن ايدار. من جهة أخرى، تحدث ابن ايدار عن أن البحث العلمي حول داء السرطان في المغرب، عبر معهد الأبحاث حول السرطان في فاس، مكن من توفير قاعدة معلومات حول السرطانات في المغرب، من حيث نوعها وشكلها والفئة العمرية التي تستهدفها، ومعطيات أخرى، تتصل بحصر الإصابات بالداء في المغرب.