كان المعتقلون يعتزمون الالتحاق بفرع التنظيم الإرهابي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) بليبيا، على خلفية دعوة الخليفة المزعوم "أبو بكر البغدادي" لأنصاره بالمغرب العربي من أجل تعزيز صفوف فرع هذه المنظمة المتطرفة بهذا البلد المغاربي. وتأتي هذه العملية الأمنية، حسب بلاغ لوزارة الداخلية، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أول أمس الأربعاء، في إطار مواجهة التهديد الإرهابي المتنامي منذ إعلان هذا التنظيم تأسيس ما يسمى ب"الدولة الإسلامية". ويتضح من خلال تتبع الوضع بالساحة الليبية، يضيف المصدر نفسه، أنها أضحت قبلة للمقاتلين، سيما الموالين لهذا التنظيم، الذي ما فتئ يعلن نيته التمدد في دول المغرب العربي عبر بوابة ليبيا، في إطار استراتيجيته الجهادية الشمولية العابرة للحدود. وذكر البلاغ أن ثلاثة مقاتلين على علاقة بالمجموعة الموقوفة قدموا إلى العدالة، بتاريخ 31 دجنبر الماضي، إثر محاولتهم الفاشلة للالتحاق ببعض العناصر الإرهابية بليبيا، التي تتحدر أيضا من مدينة سيدي بنور، الذين كانوا ينسقون معهم من أجل هذا الهدف، مبرزا أن المتهمين سيقدمون إلى العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أوقفت، أخيرا، بناء على معطيات وفرتها "الديستي"، ثلاثة أشخاص في الفنيدق بايعوا ما يسمى ب"الدولة الإسلامية بسوريا والعراق" وزعيمها أبوبكر البغدادي. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المتهم الرئيسي مزداد سنة 1986، وسبق له أن قام بتجنيد وإرسال شقيقه للالتحاق بصفوف "الدولة الإسلامية"، حيث لقي حتفه أواخر سنة 2014. وكان المعنيون بالأمر يشيدون بالأعمال الإرهابية والوحشية، التي يرتكبها مقاتلو التنظيم الإرهابي المذكور. وأشارت المعطيات إلى أنهم كانوا على صلة وثيقة بأعضاء "خلية جلال أزندان"، التي كانت تنشط بشمال المملكة ومدينة فاس في مجال تجنيد مقاتلين من أجل الالتحاق بصفوف "الدولة الاسلامية"، التي جرى تفكيكها يوم 14 غشت 2014. وكانت التحريات مع "خلية أزندان" أظهرت أن الأشخاص المجندين من طرفها يخضعون بمعسكرات التنظيم الإرهابي المذكور، لتدريبات مكثفة حول استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات وكيفيات تفخيخ السيارات، قبل توجيههم لتنفيذ عمليات انتحارية، أو للقتال بمختلف الجبهات، إذ يشارك بعضهم في العمليات الوحشية كقطع رؤوس الجنود السوريين والعراقيين ونشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.