سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لكريني: الإعلام يشكل القوة الناعمة للتأثير في الرأي العام وصناعة القرارات في عالم اليوم مدير مختبر الدراسات الدولية حول إدارة الأزمات يتحدث ل"الصحراء المغربية" عن دور الإعلام في إدارة الأزمات
قال إدريس لكريني مدير مختبر الدراسات الدولية حول إدارة الأزمات بجامعة القاضي عياض، إن الإعلام بكل قنواته يشكل أحد أهم الآليات التي تجسد القوة الناعمة فيما يتعلق بالتأثير في الرأي العام وصناعة القرارات في عالم اليوم، التي تقوم على الإغراء والجذب والإقناع، بدل الإكراه والزجر. وأضاف لكريني في حديث ل"الصحراء المغربية"، أن مفهوم القوة في العصر الحالي،أصبح مقترنا بشكل أساسي بامتلاك المعلومات والتكنولوجيا الحديثة، بما يتيح توظيف الإمكانيات المتاحة في تحقيق الأهداف المتوخاة، والتأثير في الرأي العام داخليا وخارجيا، بالإضافة إلى توافر المقومات البشرية والعسكرية والاقتصادية. وحسب لكريني، فإن توظيف الإعلام يتخذ في كثير من الأحيان طابعا إيجابيا، عبر المساهمة في تنوير وتأطير وتنشئة المجتمع، والمساهمة في تدبير الأزمات والمخاطر بمختلف أشكالها، والتخفيف من وطأتها، إلا أنه يتخذ في أحيان أخرى طابعا هداما عبر اختلاق الأزمات وتكريس الفوضى وإطلاق الإشاعات. وأوضح لكريني أن التواصل إبان فترة الأزمات ينطوي على أهمية قصوى، سواء تعلق الأمر بالتواصل الداخلي بين طاقم خلية الأزمة نفسها، عبر تمرير المعلومات بقدر كبير من السلاسة والوضوح، أو عموديا على مستوى إعمال التشاور والتنسيق لاتخاذ قرارات ناجعة وعلى قدر من التشاركية والنجاعة، أو أفقيا من حيث تنوير المجتمع بطبيعة الأزمة أو الكارثة وبخلفياتها وحدودها ومخاطرها، والسبل المتخذة على سبيل التعاطي معها. وأشار إلى أن اندلاع الأزمات عادة مايرافقها سيادة مناخ من الخوف والهلع والترقب في أوساط المجتمع، ما يفرض تدبير الوضع بقدر كبير من العقلنة والدقة، مبرزا في هذا السياق، أن الإعلام غالبا ما يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في مثل هذه اللحظات العصيبة والمحطات القاسية، على مستوى ترسيخ ثقافة تدبير الكوارث والأزمات، وبلورة تواصل إيجابي مع الرأي العام الذي يتابع تطور الأزمة أو الكارثة باهتمام بالغ، ومده بالمعلومات الكافية والدقيقة، درءا لكل إشاعة أو انتشار لأخبار زائفة من شأنها إرباك الأوضاع والمساهمة في إفشال الجهود الرامية لتطويق الأزمة. وأكد لكريني في هذا الصدد، أن ما يضاعف مسؤولية الإعلام هو الطفرة النوعية والكمية التي لحقت حقل المعلومات، مع ثورة الإنترنت التي فتحت إمكانات هائلة، ومخاطر مختلفة، خاصة مع التطور والانتشار اللذان لحقا بشبكات التواصل الاجتماعي التي انتقلت من فضاءات للتواصل إلى تقنيات للضغط والتأثير. وخلص مدير مختبر الدراسات الدولية حول إدارة الأزمات بجامعة القاضي عياض، إلى أن الاستثمار في المجال الإعلامي بكل أصنافه المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، بصورة احترافية تستوعب التحولات والتحديات الداخلية والدولية الراهنة، هو خيار استراتيجي رابح بكل المعايير، وإثراء لعناصر القوة الناعمة الكفيلة بتحقيق الأهداف المرسومة في أبعادها المختلفة، والقادرة على المساهمة البناءة والواعية في تدبير الأزمات، ومنع خروج الأمور عن نطاق التحكم والسيطرة.