رغم الصرامة المتبعة في الضرب بقوة على أيدي مروجي الأخبار الزائفة خلال حالة الطوارئ الصحية، ما تزال الإشعاعات تتناسل من قبل مروجيها الذين تنتظرهم عقوبات مشددة، وتتعقبهم مصالح الأمن من أجل إيقافهم وتقديمهم للمحاكمة. آخر هذه الأخبار الزائفة التي تنامت منذ إعلان الحجر الصحي، ترويج مقطعي فيديو يوثقان لأحداث شغب بهدف المساس بالإحساس بالأمن لدى المواطنين، ورصد شريط فيديو منشورا على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر فيه أربع فتيات يربطن الاتصال بشكل ساخر بنظام اليقظة الخاص بوباء كورونا المستجد، للتبليغ عن حالات زائفة للإصابة بالوباء. وفي تفاصيل العملية الأولى، نفت المديرية العامة للأمن الوطني، بشكل قاطع، صحة مقطعي الفيديو الذين تم تداولهما، صباح أمس السبت، يظهران أشخاصا يرشقون عناصر القوة العمومية بالحجارة، مع تذييلهما بتعليقات تدعي أنهما يوثقان لأحداث شغب تزامنت مع إجراءات الحجر الصحي لمنع انتشار وباء كورونا المستجد بكل من الدارالبيضاء ومكناس. وأوضحت المديرية، في بلاغ لها، أن الأبحاث والتحريات التقنية التي باشرتها مصالح الأمن الوطني، أوضحت أن الأمر يتعلق بشريط قديم تم تحريف مضمونه وسياقه الحقيقيين، عن طريق توضيبه وتجزيئه لنصفين نسب الأول منهما لأحد أحياء مدينة الدارالبيضاء بينما نسب المقطع الثاني لحي سكني بمدينة مكناس. وأكد المصدر ذاته أن المديرية العامة للأمن الوطني إذ تحرص على تفنيد صحة هذين المقطعين، فإنها تشدد في المقابل على أنه منذ بداية إجراءات الحجر الصحي لم يتم تسجيل أية أحداث شغب أو مواجهات بين قوات حفظ النظام والمواطنين، مؤكدة على أن الأبحاث والتحريات لا زالت جارية لتوقيف المتورطين في نشر هذه المقاطع المفبركة بشكل يهدف إلى المساس بالإحساس بالأمن لدى المواطنين. أما العملية الثانية، فقد أوقفت خلالها عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء أمس السبت، فتاتين تبلغان من العمر 21 و22 سنة، للاشتباه في تورطهما في نشر أخبار زائفة والتبليغ عن حالات مزعومة للإصابة بوباء كورونا المستجد. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن مصالح الأمن رصدت شريط فيديو منشورا على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر فيه أربع فتيات يربطن الاتصال بشكل ساخر بنظام اليقظة الخاص بوباء كورونا المستجد، للتبليغ عن حالات زائفة للإصابة بالوباء، وهو ما استدعى فتح بحث دقيق مكن من إيقاف اثنتين من المشتبه بهن، بينما تتواصل التحريات لتوقيف باقي المشتبه بهن اللواتي ظهرن في الشريط المنشور. وتم إيداع المشتبه بهما، يضيف البلاغ، تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث التمهيدي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، في وقت لا زالت فيه عمليات التشخيص والتحري متواصلة لضبط كل من ثبت تورطه في إساءة استعمال الأرقام الهاتفية الخاصة بنظام اليقظة المخصص للمواطنات والمواطنين الراغبين في الاستفسار أو التبليغ عن حالات حقيقية للمرض.