كشفت المندوبية السامية للتخطيط عن جزء من نتائج البحث الميداني المتعلق بأثر فيروس كورونا المستجد على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على الأسر. وعلمت "الصحراء المغربية" أن النتائج الكلية للبحث الميداني هي التي سيتم اعتمادها من طرف وزارة الداخلية لتحديد حجم انفاق الأسر وتيسير وضبط عمليات استهداف المستفيدين من برامج الدعم الاجتماعي بعد إخراج الوكالة الوطنية للسجلات إلى حيز الوجود. وتتعلق النتائج الجزئية، التي أعلنت عنها المندوبية السامية للتخطيط في مذكر إخبارية بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص المسنين الذي خلده العالم أمس الخميس، بالمخاطر الصحية والنفسية التي يتعرض لها الأشخاص المسنين في زمن الحجر الصحي، معلنة أن عدد الأشخاص المسنين بالمغرب وصل إلى حوالي 4,1 مليون نسمة، منهم 2,57 مليون هي الأكثر عرضة للتأثر بعوامل الهشاشة، نتيجة انخفاض المناعة ضد المرض والتعرض للإصابة بمرض مزمن، وهي الفئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بشكل حاد بعدوى "كوفيد-19". وذكر البحث الميداني، الذي تم إنجازه خلال شهري أبريل ويونيو الماضيين، أن اعتماد الحجر الصحي، للحد من انتشار العدوى، أثر بشكل كبير على المسنين، وحال بينهم وبين الولوج إلى الخدمات الصحية، كاشفا أن من بين 38,2 في المائة من الأشخاص المسنين الذين يعانون من أمراض مزمنة والذين كان من الضروري لهم إجراء فحص طبي خلال فترة الحجر الصحي، لم يتمكن منهم سوى 44 في المائة من الولوج إلى هذه الخدمات. ويعزى السبب الرئيسي لعدم الحصول على خدمات الرعاية الصحية إلى الخوف من العدوى بنسبة 30,7 في المائة من المسنين، تليها أسباب أخرى مرتبطة جزئيا بالحجر الصحي، مثل الفقر ونقص الإمكانيات بنسبة 26,9 في المائة، ونقص وسائل النقل بنسبة 21,6 في المائة. وتعاني فئة المسنين من مشاكل الفقر، في بعض الحالات، وخطر العزلة والتمييز المحتمل، ويعتبرون في الغالب أكثر هشاشة من الناحية الصحية. لذلك، اهتم البحث الميداني بالوضع النفسي لهم، مبرزا أن الأشخاص المسنين الذين يستمرون في إتباع قواعد مماثلة لتلك الموصى بها خلال فترة الحجر الصحي، خصوصا السهر قدر الإمكان على احترام التباعد الاجتماعي، يعيشون في وضع يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية تتجلى في اضطرابات المزاج أو القلق أو حتى الارتباك، ويزداد خطر ظهور هاته الآثار مع طول مدة العزلة، بالإضافة إلى عوامل أخرى منها ظروف السكن، وفقدان الدخل، ونقص المعلومات أو الملل. وبحسب البحث الميداني لدى الأسر، فإن العواقب الرئيسية لهذه الوضعية على الأشخاص المسنين هي القلق بنسبة 43,4 في المائة، والخوف بنسبة 37,6 في المائة، والسلوك المهووس بنسبة 23,8 في المائة، واضطراب النوم بنسبة 20,1 في المائة. ويخلد المجتمع الدولي في فاتح أكتوبر من كل سنة، اليوم العالمي للأشخاص المسنين. وتصادف هذه السنة تخليد الذكرى 30 في سياق يتسم بانتشار جائحة كورونا التي أربكت حياة السكان عبر جميع أنحاء العالم، وخاصة الأشخاص المسنين.