فتح مجموعة من الأطباء والأساتذة الجامعيين والباحثين في الشأن الصحي، النقاش بجامعة مؤسسة محمد السادس للصحة، الجمعة الماضي، حول فوائد القنب الهندي، على ضوء مصادقة المجلس الحكومي على مشروع القانون رقم 13.21 المتعلق بالاستعمالات المختلفة للقنب الهندي. وفي هذا الصدد، أكد جعفر هيكل، بروفيسور في الطب الوقائي بجامعة محمد السادس للصحة، ل "الصحراء المغربية"، أن الهدف من الندوة فتح النقاش حول تنوير الرأي العام من خلال توضيح مكونات نبتة القنب الهندي المتمثلة في المساعدة على علاج عدد من الأمراض. وأضاف هيكل أن مستخرجات القنب الهندي ستستعمل في إطار طبي وصيدلي وعلاجي، وليس لغرض ترفيهي، بهدف مساعدة عدد من المرضى وتخفيف الآلام. وزاد الدكتور جعفر خلال اللقاء قائلا "إن استعمال القنب الهندي ليس الغرض منه تهدئة المرضى، وإنما دوره يتجلى في معالجة أمراض مزمنة من قبيل التهاب الجهاز الهضمي". وأوضح أستاذ الطب الوقائي أن الأدوية الموجودة هي تخفف من الألم، لكنها لا تعالج، بينما القنب الهندي يمكنه أن يساعد على تخفيف الألم وتسريع العلاج أيضا. من جهة أخرى، أفاد الأستاذ الجامعي نفسه أن مهنيي الصحة يقترحون استعمال نبتة القنب الهندي استعمالا طبيا، وأيضا أن يكون هناك تنسيق بين الطبيب والصيدلي، مؤكدا على ضرورة اقتصار ذلك على معالجة المرضى وحماية صحتهم. وعلى صعيد آخر، شدد هيكل على ضرورة وضع جهاز للمراقبة الصارمة من طرف وزارة الصحة وعدد من المتدخلين، ذلك، يضيف، من أجل أن يتم استعمال القنب الهندي "استعمالا طبيا فقط وليس بغرض التدخين، بهدف تحسين صحة المواطن، الذي يعاني أمراضا تتم معالجتها بالقنب الهندي". ولم يفت الباحث نفسه أن يتحدث عن جانب المراقبة، قائلا: "إذا لم يكن هناك جهاز للمراقبة من أجل تحديد نسبة معينة من القنب الهندي، سيكون له ضرر على الصحة"، مؤكدا أن هذا الدواء يجب أن يكون مقننا ومراقبا على غرار باقي الأدوية. من جهتها تطرقت الدكتورة رقية بنجلون، أستاذة بكلية محمد السادس للصحة لمكونات القنب الهندي، موضحة أنه سيتم استعمال مكون واحد فقط من مكونات القنب الهندي، لأن الأبحاث ما تزال جارية. وفي هذا السياق، أشارت بنجلون إلى أنه " لا يوجد دواء به مستخلص لهذه المادة، لكن الأبحاث واعدة، وأن النتائج الأولية تكشف أن هناك فعالية في بعض الأمراض، خصوصا الأمراض العصبية". وأبرزت الأستاذة نفسها أن مكونات من القنب الهندي أظهرت نتائج إيجابية في ما يتعلق بداء الصرع والآلام وبعض السرطانات والاضطرابات، كما أوضحت أن هناك أبحاثا أخرى ما تزال جارية، الشيء الذي سيؤكد فعالية مادة القنب الهندي. وأما في ما يخص مستخلصات القنب الهندي، أكدت بنجلون أنه لا يمكن التكهن بأضرارها، لهذا تقول يجب التعامل معها على غرار باقي الأدوية، وذلك بأخذ الحيطة والحذر، موضحة في هذا الصدد، أن أي دواء تكون له أضرار وأعراض. وأما الدكتور هاشم تايل، اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية، صرح ل"الصحراء المغربية"، أن "استعمال القنب الهندي في العلاجات الطبية والصيدلية، سيفتح لبلادنا عدة آفاق". واعتبر تايل أن فتح النقاش بعد مصادقة المجلس الحكومي على مشروع القانون رقم 13.21 المتعلق بالاستعمالات المروعة للقنب الهندي، مهم جدا لتنوير المواطنين، مشيرا إلى أن تفسير وتوضيح فعالية هذه المادة أمر ضروري. وأبرز الاختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية، أنه بالمصادقة على هذا المشروع سيفتح مستقبل كبير للمغرب.