سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خديجة الزومي: نهجنا معارضة جديدة عنوانها "قلبي على وطني" رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية أكدت أن حزب الميزان يمكن أن يعيش ويعطي قيمة إضافية في جميع المواقع
ما هو تقييمكم لأداء حزب الاستقلال داخل المعارضة؟ المعارضة التي يمارسها حزب الاستقلال، هي معارضة خاصة، وليست معارضة من أجل المعارضة. فحزب الاستقلال يتبنى المعارضة التي تطرح بدائل، وتحاول أن تحسن الأوضاع. فالمعارضة التي يقوم بها حزبنا غير معنية بالأداء الحكومي، لأننا نعطي الأولوية للوطن أولا، ولا نمارس المعارضة من أجل المعارضة، ولهذا ترون أننا نصوت للأشياء المعقولة، ونعارض الأشياء التي لا نؤمن بها. وزرنا رئيس الحكومة وطرحنا مجموعة من البدائل، ولا يهم إن كان أخذها بعين الاعتبار أم لا، أو سمعها أم لم يعرها أي انتباه، ولكن المهم بالنسبة لنا هو المساهمة في كثير من الأمور. ونحن نعطي رأينا في العديد من الأمور، وأحيانا لا يهتم بآرائنا، ولكن بعض المرات، يتم العمل بآرائنا، وعلى سبيل المثال لما اقترحنا بالنسبة لكوفيد 19، أنه يلزم قرار لإعانة ضحايا هذه الجائحة، طبعا كان الملك هو صاحب التضامن ولكن الأمر كان جيدا، نحن راضون عن وضعنا في المعارضة. البعض يعتبر أن المعارضة هي الشعبوية، إلا أننا نرى في حزب الاستقلال أن المعارضة هي المساهمة بطريقة من أجل تحسين أداء الحكومة من الخارج. كيف تقيمون أداء الحكومة؟ بالنسبة للحكومة لا يختلف اثنان في المغرب في أنها حكومة تعيش في الهامش. كما أن كل الأشياء التي كان لها وقع في المغرب لم يكن من إنتاج الحكومة، مثلا الإطار التضامني الذي دعا إليه جلالة الملك، لو لم يكن جلالته هو الذي دعا إلى هذا التضامن لما انخرط فيه الجميع، كما أن حملة التلقيح ببلدنا نجحت لكون جلالة الملك هو الذي أعطى انطلاقتها، فضلا عن ورش الحماية الاجتماعية الذي يشيد به اليوم الكل، فجلالة الملك هو الذي أعطى تعليماته السامية لفتح هذا الورش. وبالتالي فالحكومة تحاول أن تروج أنها تقوم بشيء، لكن في الحقيقة مست جيوب الناس، كما أنها تلجأ للحلول السهلة في أي إصلاح، وهذه الحلول ليست سوى جيوب المواطنين. الحكومة لم تستطع أن تخلق الثروة. وعشنا في عهدها جميع أنواع الاحتقانات والاحتجاجات، كما أن حالة الحوار الاجتماعي سيئة. هذه الحكومة لم تأت بجديد ينفع لا العباد ولا البلاد. وكيف قرأتم قرار المحكمة الدستورية المتعلق بالقوانين الانتخابية؟ ثم ما هي توقعاتكم في حزب الاستقلال بالنسبة للانتخابات المقبلة؟ نحن صوتنا على تلك القوانين، لأننا نعرف بأنها لا تخالف الدستور ولا تخالف المنطق العام والخاص بنا. فنحن حزب وسطي تعادلي يؤمن بالتعدد ولا نرى فيه شيئا يخالف الدستور. وأومن أن المغاربة الآن قادرون على أن يختاروا الحزب الذي يقدر أن يتبنى منطق الدولة الاجتماعية وليس الدولة الليبرالية، لكون المنطق الاجتماعي أصبح اليوم مفروضا في العالم. يجب الدفع بكل ما هو اجتماعي من تضامن وتآزر من أجل الاستقرار الاجتماعي، خصوصا أن المغاربة كلهم يريدون طرح الدولة الاجتماعية. كما أكدت جائحة كوفيد 19 أن الدولة الاجتماعية هي أقوى تصور يمكن أن يكون مبنيا على التضامن ومحاولة توزيع الثروة توزيعا عادلا. وأنا أثق في الناخب المغربي، فضلا عن أنه لم يعد هناك جدال حول أن هذه الحكومة أخذت الكثير ولم تأت بأي شيء. وأظن أن موقع حزب الاستقلال سيكون جيدا. مارس حزب الاستقلال المعارضة، وشارك في تدبير الشأن العمومي في العديد من الحكومات، ليعود للمعارضة، أين يجد الحزب اليوم نفسه؟ نحن حزب يمكن أن يعيش في جميع المواقع، مثل اللاعب المتمرس، الذي يصبح قيدوم اللاعبين، حيث يمكن أن يلعب في الجناحين وفي الدفاع وفي كل المواقع، نحن شاركنا في مجموعة من الحكومات منذ الاستقلال، وترأسنا مرة واحدة الحكومة. وخلال ترؤسنا للحكومة كان الملف الاجتماعي حاضرا في عهد الأستاذ عباس الفاسي، وما حققه الحوار الاجتماعي في عهد عباس الفاسي، يفوق بكثير ما حققه من 1960 وحتى 2000 أو 2006. وبالتالي فحزب الاستقلال له من المهارة ما يؤهله أن يقود الحكومة وله الأطر والرؤية التي تعد شيئا كبيرا. التجربة ثم المراس شاركنا في حكومات كثيرة ثم كنا في أوج المعارضة في عهد بوستة، والتي كانت معارضة حقيقية وليست معارضة الشعبوية والمزايدات، وكانت معارضة قوية جاءت بمجموعة كبيرة من المكتسبات للشعب المغربي. والآن نهجنا سياسة أخرى معارضة عنوانها "قلبي على وطني" وليست معارضة من أجل المعارضة من أجل أن تسير الأمور في اتجاه واحد. نقول إننا لا نردي هذا الأمر ولا نتفق معه ونقدم البديل الذي يمكن أن يعوضها. وهذه المعارضة جديدة بمنطق جديد، منطق يعكس خصوصية نزار بركة كأمين عام للحزب، ونسميها معارضة وطنية استقلالية. ونحن نصوت على الأمور الجيدة، ويجب أن نساهم في النقاش العمومي، يجب أن نعمل على تجويد النصوص التي تحال على البرلمان، ويجب أن نطرح البدائل، وليس من الضروري أن نكون في الحكومة لكي نعطي وجهة نظرنا. والتقينا العثماني كم من مرة وأعطيناه وجهة نظرنا، وطرحنا في مجموعة من الأمور بدائل تم العمل بها. ليست هناك أي محطة من المحطات إلا وأعطينا رأينا فيها.