فجعت المنية، التي تذيقها كل نفس، الفنانة المغربية والناشطة الثقافية والفنية، سعيدة الكيال، وأحزنت قلبها بوفاة والدتها المشمولة برحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، هيبة الشتيوي. وتعرضت والدة سعيدة الكيال لأزمة قلبية مفاجئة إثر هبوط حاد لضغط الدم خلال زيارتها لابنتها الفنانة سعيدة الكيال لتبارك لها حلول شهر شعبان الأخير بمنزلها بمدينة الدارالبيضاء بعد عام من الحجر الصحي، احتراما للتدابير الاحترازية للوقاية من مخاطر العدوى بفيروس كورونا المستجد، اضطر طبيبها المختص إلى إجراء عملية جراحية استعجالية في القلب لإنفاذ حياتها تكللت بالنجاح لتغادر المصحة بصحة افضل ولتودع الحياة بعد ثلاثة عشر يوما عن العملية، ليوارى جثمانها الثرى يوم الأربعاء 17 شعبان 1442 الموافق ل 31 مارس 2021 الى جانب رفيق دربها في الحياة الذي لبى ندا ء ربه يوم الخميس الرابع من شهر رمضان المعظم سنة 1411 الموافق ل 21 مارس 1991. تغمد الله الراحلة بواسع رحمته وأسكنها فسيح الجنان وألهم ذويها الصبر والسلوان. جماليا تعد الفنانة العالمية سعيدة الكيال سفيرة الحرف العربي، وهي أول خطاطة ومزخرفة مغربية عرفت بالخط العربي، والمغربي المبسوط والقندوسي والكوفي منه في لوحاتها الفنية الخطية الكلاسيكية المزخرفة منذ اوائل الثمانينات من القرن الماضي، إيمانا بهويتها العربية والإسلامية كما بلوحاتها الخطية التشكيلية والحروفية بعد عقدين من الزمن بمعارض فردية، وثنائية وجماعية بالمغرب وخارجه وذلك: بجدار السلام المنظم من طرف المتحف الأمريكي في كل من المتحف الأمريكي بمدينة ميامي- فلوريدا - هوستن - تكساس- بالولايات الأمريكيةالمتحدة - إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة - فيلا أورسيني بمدينة البندقية بدولة ايطاليا - رواق لابيكما بمدينة روما الايطالية . وبمعارض تشكيلية دولية كبينالي البندقية للهندسة المعمارية والفنون بايطاليا - متحف س. ف بمدينة ميلانو بإيطاليا - رواق ب. س .م بمدينة برشلونة الاسبانية - دولة الفاتيكان – جمهورية بلغاريا - ولاية بنسيلفانيا بالولايات الأمريكيةالمتحدة – الجمهورية الفرنسية و جمهورية كرواتيا. وجرى اختيارها لتمثيل المغرب في كتاب " جدار السلام"، وكتاب "50 فنانة عالمية معاصرة " وكذا "الكتاب الذهبي" الصادرين عن المتحف الأمريكي، كما خصها الناقد والدكتور عبد الله الشيخ بمقال رصين حول تجربتها الفنية في كتابه الموسوم ب "أصوات الصمت" . ومن بين الاستحقاقات التي راكمتها نذكر تمثيلا لا حصرا جائزة الميدالية الكندية بالمهرجان الثقافي الأول لمدينة آسفي سنة 1983 احتفالا بتوأمتها مع مدينة سلابيري دي فاليفيلد الكندية، الذي افتتحه وزير الثقافة الكندي و نظيره المغربي سعيد بالبشير، وجائزة مهرجان المغرب العربي الأول للخط العربي والزخرفة الإسلامية بالرباط سنة 1990 فضلا عن جائزة الفن الدولي المعاصر ببلغاريا سنة 2014 . وأدرج اسمها ضمن الشخصيات المغربية الشهيرة بين الأمس واليوم سنة 2012. يذكر أن بعض أعمالها تصدرت العديد من المجلات الفنية من قبيل غلاف مجلة "القلم و والفرشاة" المصرية سنة 2019. كما أشرفت على كتابة العدد 18 و23 من المجلة المصرية "القلم والفرشاة" وضعت له عنوان "نافدة على الإبداع المغربي" سنة 2020 .