اطلع لورانس راندولف القنصل العام للولايات المتحدةالأمريكية بالدارالبيضاء، أمس الخميس بمدينة أيت أورير بإقليم الحوز، خلال زيارة قام بها للمخيم التدريبي للشباب البيئي المنظم بمبادرة جمعية المستقبل الأوراش والتنمية، في إطار برنامجها المواطن البيئي، على مشاريع 25 شاب وشابة يمثلون مختلف جهات المملكة، تهتم بالبعد البيئى وتهدف إلى رفع الوعى البيئى لدى المواطنين والشباب وتحثهم على اتخاذ سلوكيات إيجابية تجاه بيئتهم نظرا لأهمية الحفاظ على البيئة من أجل استدامة الموارد الطبيعية، من خلال الاستماع لأفكار مشاريع صديقة للبيئة. ويستهدف هذا المخيم التدريبي، المنظم في الفترة الممتدة مابين 26 و30 ماي الجاري، شباب وشابات وجمعيات المجتمع المدني يمثلون مختلف ربوع المملكة، وذلك بغية وضعهم في صلب إشكالية تدبير النفايات وحثهم على ابتكار حلول تقلل من الأثر البيئي لهذه النفايات وخلق فرص شغل من خلال إنشاء مبادرات مقاولاتية لتدويرها وإعادة استعمالها، من خلال عدة تكوينات في المجال المقاولاتي ومجال تدبير وإعادة تدوير النفايات. وعبر القنصل العام للولايات المتحدةالامريكية في تصريح ل"الصحراء المغربية" عن سعادته بتواجده بمدينة أيت أورير للاطلاع على برنامج البيئة للشباب الذي يتيح لهم الفرصة لإبراز قدراتهم للمحافظة على البيئة بالمغرب. وأكد لورانس راندولف على أهمية مثل هذه اللقاءات لان هذه الفئة من الشباب تجتمع مع بعضها للتفكير في ايجاد أفضل وسيلة للحفاظ على البيئة. من جانبه، أوضح كمال اكايا رئيس جمعية المستقبل للاوراش والتنمية، أن الزيارة التي قام بها القنصل العام للولايات المتحدةالامريكية لهذا المخيم التدريبي، جاء بعد تواصله المستمر مع الجمعية وأعضائها الذين يعتبرون من خريجي برامج الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومتابعته للأنشطة التي تقوم بها الجمعية، مشيرا إلى أن الزيارة فرصة لإيجاد شركاء دوليين لحل مشكل النفايات. وأضاف أكايا أن هذا المخيم التدريبي تمرة نتاج عمل على مشروع يتعلق بانجاز تشخيص على المشاكل البيئية التي تتواجد سواء بايت اورير أو بإقليم الحوز بصفة عامة، أسفرت عن اكتشاف تحديات بيئية مستقبلية وفي مقدمتها مشكل النفايات، لتقرر الجمعة في الأخير الاشتغال على الموضوع من خلال القيام بدراسات ميدانية، والانفتاح على تجارب وأفكار ومبادرات أخرى. وقال أكايا إن الشباب والشابات سينكبون في المراحل الأولى لهذا المخيم التدريبي على طرح مجموعة من الأفكار والمبادرات البيئية بعد تزويدهم بمعطيات حول وضعية ايت اورير، مبرزا أنه جرى العمل في هذا المخيم التدريبي على ما هو بيئي ومقاولاتي، من خلال تغيير رؤية المواطنين والفاعلين المدنيين والشباب تجاه هذه النفايات، لكونها يمكن ان تكون مجالا للاستثمار ومجال لخلق فرص للشغل وتأثير مجتمعي وتأثير اقتصادي اجتماعي وبيئي وأشار إلى أن هذا المخيم التدريبي سيشكل فرصة لمحاولة المزج بين الحس المقاولاتي للشباب وما هو بيئي وايجاد الحلول المشتركة يكون تأثيرها على المستوى البيئي من خلال الحفاظ على البيئة وإيجاد حل للنفايات وتحسين الوضعية الاجتماعية وتوفير فرص الشغل أو مشاريع تكون مدرة للدخل للشباب او للتعاونيات أو للنساء اللواتي يمكن الاشتغال معهم . وأكد أن المستفيدين من هذا المخيم التدريبي لديهم أفكار ومبادرات ومقترحات وتوصيات من شانها أن تمكن الجمعية من تناول موضوع النفايات الذي ستشتغل عليه مباشرة بعد نهاية هذا المخيم التدريبي لصياغة مجموعة من التوصيات والمقترحات والمشاريع للمجلس البلدي التي سنحاول الترافع عنها من اجل تحقيق على الاقل جزء من هذه التوصيات او المقترحات. وخلص إلى القول بضرورة العمل على إيجاد حلول بديلة لمشكل النفايات الذي يعتبر مسؤولية مشتركة، ودعا جميع الفاعلين إلى الانخراط من اجل تجاوز الاكراهات التي تضعها النفايات، الذي يطال صحة المواطنين. بدورها، أوضحت أميمة خليل الفن الباحثة في مجال البيئية والتنمية المستدامة، أن تنظيم هذه الدورة التدريبية جاءت بعد دراسة ميدانية كشفت عن معاناة مدينة أيت اورير من مشكل النفايات، ليتقرر إدماج الشباب وانخراطهم ووضعهم في صلب هذا المشكل لطرح أفكار ومشاريع صديقة للبيئة وتشكل مورد دخل ومجال اشتغال هؤلاء الشباب. وأكدت على أهمية الشباب باعتبارهم مفتاح الحلول للمشاكل البيئية، بعد طرحهم لمجموعة من الأفكار والمشاريع البيئية البالغة الأهمية التي يستوجب تفعيلها على ارض الواقع. ووفقا للمذكرة التقديمية لهذا المخيم التدريبي للشباب البيئي، فإن تفاقم مشكلة النفايات يوما بعد يوم ، يشكل عبأ ثقيلا على كاهل المجالس والجماعات والبلديات التي تقف عاجزة عن معالجتها في الكثير من الحالات . وتابعت المذكرة، أن أي برنامج لإدارة النفايات المنزلية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار دور الوعي البيئي لدى المواطنين من ناحيتين: الأولى دوره في التقليل من كمية النفايات المتولدة من خلال تحسين سلوكياته وعاداته الغذائية، والثانية من خلال العمل على تعزيز دوره في المساهمة في علميات الفرز والتدوير واستعداده لشراء السلع المدورة، مما يسهم في تخفيف التكاليف، وبالتالي تحسين مستوى التدبير والاستفادة من النفايات والوصول إلى بيئة أفضل. وأوضحت بيانات بلدية ايت اورير، أنه خلال سنة 2019 تجاوزت النفايات المنزلية 2 مليون طن حيث يتم إنتاج ما بين 20 و30 طن يوميا من النفايات المختلطة والتي يتم نقلها مباشرة للمطرح الجماعي المتواجد بواد الزات أو تنقل لمدينة مراكش الشيء الذي يكلف المجلس البلدي ميزانية مهمة تتراوح ما بين 2.8 و 3 مليون درهم كل سنة.