بعد أن استبشر مهنيو القطاع السياحي في بداية الشهر الجاري، برفع حظر التنقل الليلي بمجموع التراب الوطني، وما قد تسفر هذه الخطوة بالإيجاب على القطاع، تفاجأوا في الأسبوع الأخير من الشهرنفسه، بقرار تعليق الرحلات من وإلى فرنسا، التي تعد المصدر الأول للسياح إلى المغرب، وأيضا بتعليق جميع الرحلات المباشرة للمسافرين في اتجاه المغرب لمدة أسبوعين. وعبر أغلب الفاعلين عن استيائهم وفقدانهم للحماس بعد أن كانوا يعدون العدة لفترة الذروة، وكلهم آمال في انتعاش تدريجي للقطاع إثر التدابير الحكومية الأخيرة والتنقلات والعودة التدريجية للحركية الاقتصادية والتجارية في البلاد، ونجاح عملية التلقيح. أثار إعلان السلطات المغربية تعليق الرحلات الجوية المنتظمة للمسافرين من وإلى فرنسا، استياء المهنيين من القطاع السياحي. وقال مصدر مهني إنه في الوقت الذي يتحمس فيه مهنيو القطاع من أجل انطلاق القطاع وإعادة انتعاشه، يتفاجأون مرة أخرى بمثل هذا القرار، الذي سينعكس سلبيا على السياحة. وزاد موضحا أن فصل الشتاء الذي كان المهنيون يراهنون عليه لتعويض الخسائر التي تكبدوها السنة المنصرمة، تلاشت بوادر الأمل التي كان يعولون عليها من أجل استئناف حقيقي للنشاط، خاصة خلال فترة احتفالات رأس السنة، التي تعتبر في ظل الظروف العادية فترة ذروة. وأبرز المهني أن الوضعية التي يشهدها القطاع صعبة، "وهذا القرار زاد من حدتها، خاصة أن فرنسا تعد المصدر الأول للسياح إلى المغرب". وشهدت فنادق من معظم المدن السياحية إلغاء حجوزات من السياح الفرنسيين كانوا يعتزمون قضاء رأس السنة الجديدة بالمغرب، "لكن الإلغاء بدأ بمجرد الإعلان عن تعليق الرحلات إلى أجل غير مسمى"، يقول مصدر من الفدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، مشيرا إلى أن اليأس بدأ يدب مرة أخرى في نفوس المهنيين بعد هذا القرار. وكانت التوقعات تشير إلى أن هذه السنة ستكون مشرقة، خاصة مع نجاح عملية التلقيح ضد فيروس كورونا، وكذا عقد البرنامج لإنعاش القطاع السياحي والذي يغطي الفترة 2020-2022 الموقع في غشت الماضي بهدف دعم وإعادة إنعاش القطاع في مرحلة ما بعد كوفيد. ويتضمن هذا البرنامج التعاقدي سلسلة من التدابير الرامية إلى دعم هذا القطاع الأساسي في الاقتصاد الوطني، من أجل إعطائه دفعة قوية. وأبرز مهني أن الموسم الحالي حكم عليه بالضياع، فأغلب منظمو الرحلات تلقوا طلبات من قبل زبائنهم بإلغاء برامجهم للموسم المقبل. متسائلا لماذا لا يتم اعتماد بدائل أخرى غير تعليق الرحلات، مثل تشديد المراقبة على الحدود، على غرار باقي البلدان المنافسة، التي لم تقم أبدا بتعليق رحلاتها مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال وتركيا ومصر ودبي والسعودية، بل اعتمدت حلولا أخرى، وزاد مؤكدا "نحن لا نجلب سوى الأشخاص الملقحين، والذين يتوفرون على تحاليل نتائجها سلبية، فضلا عن ضرورة إجراء التحليل بمجرد أن تطأ قدم المسافر أرض الوطن". وقال المهني إننا نسهم في تصدير سياحنا للأسواق المنافسة لنا، مشيرا إلى أن القطاع يفقد حاليا 60 في المائة من أسواقه، ونسهم في تحويل 40 في المائة منها نحو الأسواق المنافسة. ووصف مهني آخر الوضع بالكارثي، مفيدا أن حتى أولئك الذين ينادون بتعويض الخسائر عن طريق تشجيع السياحة الداخلية، أوضح أن هذه الأخيرة "لا تشهد حركية سوى في شهري يوليوز وغشت، وهذه السنة استثنائية مرة أخرى بالنظر إلى مواصلة الدراسة إلى غاية شهر يوليوز، ما يعني أنه لم يتبق في السنة سوى شهر واحد وهو غشت". وكانت اللجنة بين الوزارية للتنسيق وتتبع لوائح الأسفار الدولية خلال جائحة كوفيد-19، ومن أجل الحفاظ على المكاسب التي راكمها المغرب في مجال تدبير جائحة كوفيد - 19 ، ومواجهة تدهور الوضع الصحي في بعض بلدان الجوار الأوروبي، قررت تعليق الرحلات الجوية المنتظمة من وإلى فرنسا، ابتداء من 26 نونبر 2021 على الساعة الحادية عشر ليلا وتسعة وخمسين دقيقة، وذلك حتى إشعار آخر، قبل أن ترجئه إلى غاية منتصف ليلة الأحد 28 نونبر، وذلك لتسهيل عملية عودة المواطنين المغاربة والأجانب المقيمين بالمغرب. وعللت قرار تعليق الرحلات الجوية بين المغرب وفرنسا يأتي بالحفاظ على المكاسب التي راكمها المملكة في مجال تدبير جائحة كوفيد - 19، ومواجهة تدهور الوضع الصحي في بعض بلدان الجوار الأوروبي.