ماهي ملامح قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين 5 و10 سنوات؟ سؤال من الصعب الإجابة عنه، إذ يتعذر توقع أو تنبؤ بما سيؤول إليه القطاع على المدى البعيد، كما يقول المشاركون في اللقاء الذي نظمته مجموعة "لوماتان"، بشراكة مع "إنتلسيا أي تي سولوشن". أما على المديين القريب والمتوسط "فيمكن الاشتغال على ما يفوت القطاع بالمغرب، خاصة أن هناك دائما فارقا مع الأسواق الكبرى والأسواق الأنغلوسكسونية". وأجمع المشاركون في الندوة الأخيرة ضمن سلسلة من 4 ندوات نظمتها مجموعة "لوماتان" بشراكة مع الفاعل "إنتلسيا" حول موضوع "مهن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: الفرص والتحديات"، أنه على غرار نجاحه في تطوير صناعات السيارات والطيران، فإن المغرب مدعو الآن للانضمام إلى الدينامية العالمية لنشر تكنولوجيا المعلومات"، مؤكدين أهمية إشراك جميع فاعلي تكنولوجيا المعلومات لتحقيق هذه الدينامية، خصوصا من خلال تكامل منظومة المقاولات الناشئة لإدارة المواهب. اعتبر فيصل إهلالي، مدير الخدمات المسيرة بإنتلسيا آي تي سولوشن، أن القطاع يعرف دينامية، فهناك بروز مهن جديدة وتطبيقات جديدة والأزمة كانت سريعة للدفع بالمقاولات في إعادة النظر في بنياتها التحتية والاستثمار فيها لتلبية احتياجاتها، ما يفضي إلى ضرورة إيجاد التوازن بين التحول والأمان يقول عصام العلوي مدير التحول بمجموعة "التجاري وفا بنك"، الذي أبرز أن الزبون أصبح متطلبا، ما دفعنا إلى الرفع من مستوى تحولنا باقتراح خدمات تلبي تطلعاته، وأبرز أن الرهان يتمثل في أن تكون قادرا على التحول بسرعة والحفاظ على الفعالية، فالتحدي هو الحركية بالموازاة مع ضمان كامل السلامة والأمان. يحيى الصفريوي، مدير التحول الرقمي ب"إنوي"، يرى أن قطاع الاتصال كان الأكثر مسا بهذه الموجة السائدة، مشيرا إلى أن هناك مهنا كانت موجودة من قبل، لكن تم إعادة تمركزها، علاوة على الجودة التي ارتقت ،وأيضا الاستثمار في البنيات التحتية، وهناك مهن جديدة اتخذت حجما أكبر مثل "الداتا". ياسين السقاط، مدير مساعد ب"ماكينزي"، يرى من وجهة نظره أن التحول بلغ 7 سنوات من النضج في فترة قصيرة، وهو المنحى الذي سيتواصل ويهم جميع القطاعات. ويقوم القطاع بلعب دور مهم في الحياة العامة، لهذا فأهمية الاستثمار في البنية التحتية، وأيضا العنصر البشري طالما أنه يشكل الحلقة الأساس ضمن القطاع، فينبغي التفكير في سبل ضمان وفاء المهندسين، وخلق المشاريع التي يحتاجونها، وأيضا التكوين والمسار المهني المتألق، كما يرى عصام العلوي، مشيرا إلى أن الموارد البشرية تعلم أنها تشتغل في سوق عالمي، ولجذبها ينبغي تبني سياسة للتجديد كل سنتين. لكن كل ذلك لن يمنع من هجرة الأدمغة، يقول يحيى الصفريوي، مشددا على أنه رغم ذلك لا ينبغي الاستسلام بل "قبول الواقع" ومواصلة العمل على ضمان وفاء المهندس والاستفادة من المنظومة الجديدة والسائدة، وأيضا المقاولات الناشئة. كما دعا العلوي إلى تعميق النقاش حول الإشكاليات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، حتى يتمكن المغرب من ترسيخ ريادته في هذا المجال على المستوى الإقليمي، وتطوير منظومة غنية ومتكاملة لفائدة اقتصاده وخدماته الرقمية. واعتبر فيصل إهلالي، أن الحاجة إلى الكفاءات هو رهان يومي، متسائلا عن دور المقاولة في خلق هذه الكفاءات، "المقاولة مسؤولة عن خلق الفرص والقيمة المضافة، وإثراء فريق العمل بالمهارات"، مشيرا إلى أن القطاع يحتاج إلى متخصصين في مجال "الداتا"، لكن ليس هناك عرض بالمغرب. وينبغي تعزيز آلية خلق الكفاءات ومهن جديدة في الذكاء الصناعي والأمن السيبراني، يقول الصفريوي، مشددا على ضرورة "تكوين العنصر البشري كل 18 شهرا، وإذا كان إطار المقاولة جذابا ولديه سمعة قوية فأكيد أنها ستستقطب من أرادت". ياسين السقاط ركز على ضرورة تبني مقاربة إرادية ومخططات حقيقية مع برامج وامتيازات، وقال "حان الوقت ليتوفر المغرب على مخطط حقيقي للقطاع الرقمي على غرار مخطط الجيل الأخضر، أو التسريع الصناعي". وأجمع المتدخلون على أنه من المستحيل معرفة المستقبل، غير أنه من الواضح أن "المهن الكلاسيكية ستختفي في أفق 20 سنة" يقول عصام العلوي، وزاد موضحا أن "قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يشهد تغيرا باستمرار، ولهذا لا يمكن اعتماد سياسة استباقية، أو تكوينات مبتكرة، وعلى العموم يمكن الاشتغال على الفارق الذي بين المغرب والأسواق الكبرى والذي يناهز من 5 إلى 10 سنوات.