أسدل الستار على الدورة الرابعة من مهرجان ربيع غرناطة، الذي نظمته الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي أيام 4 و 5 و 6 من شهر ماي، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ميلاد الأمير مولاي الحسن، في حفل نشطته مجموعة من البراعم ضمت فتيات صغيرات لم تكن أعمارهن تتجاوز سبع سنوات، وتم خلاله توزيع عدد من الجوائز على المشاركين في المهرجان والداعمين له، كما كرم بالمناسبة أحد أساتذة هذا الفن أمثال الفنان محمد صالح شعبان، الذي أعطى الكثير لهذا الميدان. شاركت في المهرجان مجموعة من الفرق الموسيقية من تطوان وفاس ووجدة، بالإضافة إلى فرقة من المعهد الموسيقي لمدينة بوردو الفرنسية، التي عزفت قطعا غرناطية تجاوب معها الجمهور تحت إشراف الأستاذ مصطفى الحرفي، من مواليد مدينة وجدة، مع الإشارة إلى أنه تمت دعوة بعض الفرق من الجزائر الشقيقة للمشاركة، غير أنها اشترطت شروطا لم يكن في مقدرة منظمي المهرجان تحقيقها. وتميزت الدورة بتنظيم ندوة شارك فيها أساتذة مهتمون بالميدان، ولهم ارتباط بمجال الطرب الغرناطي، بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة، تمحورت حول «السبل التربوية لتلقين أمثل لفن الطرب الغرناطي»، وذلك للمساهمة في تنشئة الناشئة على الحياة الواقعية الممزوجة بفن الموسيقى وإعدادها للمساهمة في هذه الحياة بالإبداع والخلق والاهتمام بهذا الفن والحفاظ عليه. يذكر أن فن الموسيقى الأندلسية والغرناطية متجذر تجذر التاريخ بمدينة وجدة، اشتهرت به أسماء بارزة منذ عهد الحماية، أمثال الأخوان الهاشمي، والشيخ صالح، والشيخ إبراهيم، والشيخ الزموري وبوشناق أفندي، وغيرها من الأسماء، التي خلدت هذا الفن مع فرق الطرب الغرناطي الوجدية، ومع الموسيقى التي أصلها من الأندلس (غرناطة)، والتي ترتبط بذكريات مع تلك الديار (الأندلس المفقودة) وبحضارة تلك الربوع، وبأسباب سقوطها وضياعها.