أطاحت القيادة الجهوية للدرك في فاس، في نهاية شهر يوليوز الأخير، ب«شبكة» اتُّهمت بتصوير رجال الدرك وهم يزاولون مهامّهم في الطرقات واستعمال هذه الأشرطة في عمليات «ابتزاز» قالت المصادر إن رجال الدرك سبق لهم أن تعرضوا لها في خنيفرة والشاون وتادلة وبركان.. قبل أن يأتي الدور على درك «بئر طم طم» في ضواحي مدينة صفرو. وأعطت التحقيقات في الملف صورة سلبية عن «قناصة» رجال الدرك في الطرقات وقدّمتهم على أنهم «مُبتزّون» يحاولون الحصول على مَبالغ مالية كبيرة عبر التهديد بنشر «غسيل» رصد كاميراتهم «تجاوز» رجال الدرك «السرعة» أثناء عملهم في مراقبة السير والجولان، بخلاف ما ظهر أثناء ظهور أشرطة ما أصبح يعرف ب«قناص تارجيست» في ضواحي الحسيمة، وبعدها بفي عدد من مناطق المغرب. ويعمد المتّهمون، حسب التحقيقات، إلى اقتناء كاميرات خاصة ويقومون باختيار أماكن «بانورامية» وغير مثيرة لتصوير عناصر شرطة السير والجولان التابعة للدرك. وبعد الانتهاء من عملية التصوير، والتي تستمر لساعات، يقوم المتهمون ب«توظيب» الشريط والاتصال بشركة «اتصالات المغرب» للحصول على هاتف إدارة الدرك التي تتبع لها هذه العناصر، للحصول على أرقامها الهاتفية، وإخبارها أن «السرعة شْدّاتهومْ» وأن عليهم أن «يْتّفاهموا» إن هم رغبوا في عدم نشر «فضائحهم» على «يوتوب». وأسفرت تحرّيات الدرك عن أن المتهمين بتصوير عناصر درك «بئر طم طم» يوم 21 يوليوز الماضي ولمدة تقارب 4 ساعات يتحدرون من ضواحي سلا. وكشفت التحقيقات، التي استنفرت 15 محققا تابعين للدرك، من بينهم مسؤولون كبار في القيادة الجهوية لفاس، أن «زعيم» الشبكة حاول تقليد أحد أقربائه، الذي سبق له أن سقط بدوره في قبضة رجال الدرك بتهمة تصوير أشرطة تتّهمهم بتسلم الرشاوى في الطرقات، بعدما تبيّنَ له أن هذا الأخير قد حصل على مبالغ مالية كبيرة من وراء عمليات «ابتزاز» قام بها لهؤلاء الدركيين. وأشارت بعض وثائق القضية إلى أن «زعيم» القناصة اشترى سيارة ومعدات إلكترونية وهواتف محمولة وقصد ضواحي تازة، قبل أن يبدأ عملية «الرصد» في النقطة الكيلومترية رقم 218، الرابطة بين سلا ووجدة. ورصدت إدارة الدرك اتصالاته الهاتفية، التي أشار فيها إلى أنه يعمل مع أناس آخرين، ضمنهم عسكريون رفيعو المستوى، وهو ما نفاه لاحقا أثناء التحقيق معه وهو رهن الحراسة النظرية. وللتوصل إلى المتّهمين، تمّت الاستعانة بخدمات الدركيين المتهمين بالارتشاء أثناء مزالتهم عملهم في الطريق وبتحاليل مصلحة البحث والتحليل الجنائي للدرك الملكي في الرباط ومصلحة الشرطة العلمية والتقنية في العاصمة. وتم تحديد مكان تواجد «الزعيم»، الذي لقب نفسه ب«الصادق»، والذي لا يتجاوز عمره 23 سنة، وهو يتحدر من أحد دواوير مركز «السهول» في ضواحي سلا.