تعرض مقر جمعية متخصصة في «تأهيل المرأة» بمدينة تمارة إلى مداهمة من قبل السلطات المحلية بالمدينة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وذلك ل«محاصرة» نساء من جماعة العدل والإحسان ينشطن في الجمعية. وكان مقر جمعية تنوير المرأة حينها مكتظا بالنساء المتعلمات للخياطة. واتهم بلاغ لهذه الجمعية السلطات باللجوء إلى العنف والسب والشتم والإهانة لإخراج هؤلاء النساء من مقر الجمعية، مما أدى إلى وقوع حالات إغماء، خاصة في صفوف الحوامل منهن. وأشارت الجمعية إلى أن بعض أعوان السلطة قاموا بسرقة آلتين للخياطة، وإتلاف عدة معدات وتجهيزات داخل مقر الجمعية، أثناء عملية المداهمة. وتنشط هذه الجمعية التي أسست في تمارة منذ سنة 1999 في مجال محاربة الأمية في صفوف النساء، كما تقوم بتعليمهن الخياطة. وتقول الجمعية إن رجال السلطة عمدوا في وقت سابق، إلى الضغط على صاحبة الشقة التي اتخذتها الجمعية مقرا لها لطرد هذه الأخيرة منها. وفي السياق ذاته، دعت الهيئة الحقوقية التابعة لجماعة العدل والإحسان إلى فتح تحقيق في الموضوع. وقالت في بيان استعرضت فيه ملابسات هذه المداهمة، إن هذا «التصعيد» جاء عقب نشاط نظمته الجمعية «احتفاء بانتصار وصمود المقاومة الفلسطينية بغزة، أمام الهجوم الوحشي الصهيوني، وتكريما للمرأة الفلسطينية الصامدة». وقالت الهيئة إن سلطات تمارة قد سبق لها أن حاولت منع هذا النشاط الثقافي، «فمزقت اللافتة المتعلقة به في الشارع، كما سرقت لوحات مرتبطة بالقضية الفلسطينية أثناء اقتحام مقر الجمعية». وطالبت بإرجاع المعدات المسروقة من مقر الجمعية، وتعويض ما تم إتلافه، ورد الاعتبار إلى ضحايا هذا الهجوم. ومن جهة أخرى، حكت حكيمة مؤدب العلوي، وهي إحدى نساء الجمعية، في شكاية لها، كيف أن العنف الذي تعرضت له أثناء هذه المداهمة قد تسبب لها في اعوجاج في عمودها الفقري. وقالت إنه أغمي عليها من شدة ألم الضرب الذي تعرضت له من قبل عون سلطة. والتمست من المهتمين بالدفاع عن حقوق المرأة ومناهضة العنف ضد النساء التطوع للدفاع عنها، موضحة أنها تتوفر على جميع الأدلة والشهود ل«ربح القضية».