تنطلق اليوم منافسات كأس أمم إفريقيا في نسختها الثلاثين في غينيا الاستوائية بدون مشاركة المنتخب الوطني، الذي كان من المفروض أن يكون صاحب الأرض والجمهور في هذه الدورة، لولا انسحاب المغرب من تنظيم «الكان» بسبب تخوفه من انتشار وباء «إيبولا». يومه السبت ستعطى انطلاقة هذا العرس الإفريقي الذي ينتظره عشاق كرة القدم في القارة السمراء بشغف كبير، ومن ضمنهم الجمهور المغربي الذي يتنفس كرة القدم، والذي كان ينتظر منذ سنوات طويلة أن تُلعب كأس أمم إفريقيا على أراضيه، أملا في الظفر باللقب الذي غاب عنا منذ سنة 1976 بإثيوبيا. حدث ما حدث، والمغرب سيغيب عن النسخة الثلاثين من «الكان»، وحلم تنظيم هذه المسابقة القارية سيتأجل إلى سنوات طويلة، على اعتبار أن الكامرون والكوت ديفوار سيقومان بتنظيم دورتي 2019 و2021. في انتظار عقوبات «الكاف»، التي قد تبعدنا عن كأس إفريقيا 2017، لم يبق أمام المنتخب الوطني سوى برمجة مباريات ودية في تواريخ «الفيفا». قبل صدور قرار «الكاف» برفض الطلب المغربي بتأجيل كأس إفريقيا 2015 وإعطاء شرف تنظيمها لغينيا الاستوائية، كان المنتخب الوطني يواجه منتخبات من القارة السمراء فقط، على غرار زيمبابوي والبنين وأنغولا وإفريقيا الوسطى وليبيا وكينيا، بالنظر إلى طبيعة المرحلة. أما اليوم، فيتطلع الجمهور المغربي إلى برمجة مباريات من العيار الثقيل أمام منتخبات عالمية من أوروبا أو أمريكا الجنوبية، وهي المباريات التي اشتاق إليها الجمهور المغربي كثيرا. في السابق، واجه المنتخب المغربي منتخبات كبيرة كالأرجنتين والبرازيل وفرنساوبلجيكاوإنجلتراوكرواتيا في مباريات ودية كانت تجلب جماهير غفيرة، واليوم نحن في حاجة إلى مثل هذه المباريات لقياس درجة جاهزية المنتخب الوطني للاستحقاقات على المدى المتوسط كتصفيات كأس العالم 2018 التي ستنطلق مطلع صيف 2016. من المرجح أن يواجه المنتخب الوطني نظيره البرازيلي في مباراة ودية شهر مارس المقبل، وهو أمر نتمنى أن يحصل، خاصة أن الجمهور المغربي متعطش لمشاهدة هذه النوعية من المباريات. من منا لا يتذكر مباراة المغرب والأرجنتين بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء في أبريل 2004 والتي أحرج فيها «أسود الأطلس» منتخب «التانغو» أمام 100 ألف متفرج، وخسرها بصعوبة بهدف لصفر؟ ومن منا لا يتذكر ودية المغرب وفرنسا في باريس والتي انتهت بهدفين لمثلهما في نونبر 2007؟ ومن منا لا يتذكر الفوز الكاسح ل «أسود الأطلس» على بلجيكا في بروكسيل بأربعة لواحد في 2008؟ نحن اليوم في حاجة إلى برمجة مباريات ودية من العيار الثقيل، ولم لا إعادة مسابقات كانت تنظم بالمغرب على غرار كأس الحسن الثاني، الذي كان يجلب منتخبات عملاقة. في كأس الحسن الثاني سنحت الفرصة للمنتخب الوطني ليواجه إنجلترا بكامل نجومها، وخسرنا بهدف من تسجيل النجم مايكل أوين، وفي نفس الكأس واجهنا كرواتيا ولاحقا فرنسا.