بشق الأنفس تمكن فريق الوداد الرياضي من ضمان تأهله إلى الدور المقبل من عصبة الأبطال الإفريقية، فقد كان الفريق «الأحمر» على وشك الإقصاء، لولا أن ضربة جزاء حصل عليها الفريق في الوقت بدل الضائع من المباراة وسجلها اللاعب رضى الهجهوج، منحت التأهل للفريق، وجنبته «صداع» الضربات الترجيحية. لقد فوت الوداد فرصة خوض مباراة الإياب بارتياح عندما اكتفى في مباراة الذهاب بفوز بهدفين لصفر، الأمر الذي وضعه في مأزق كبير بنيامي، فالفريق المضيف استفاد من أرضية الملعب السيئة ومن ارتفاع درجة الحرارة، وسجل هدفين، جعلا الرعب يتسلل إلى نفوس لاعبي الوداد خوفا من الإقصاء. لذلك، على الوداد أن يستفيد جيدا من درس الدور التمهيدي، وأن يدرك جيدا أن استغلال مباريات الذهاب أمر ضروري للمضي قدما، والوصول إلى أبعد مدى في منافسة قارية تحكمها مجموعة من الاعتبارات. وإذا كان تأهل الوداد أمر مهم، خصوصا أن الفريق يراهن على التألق على الواجهة الإفريقية، إلا أن الفريق سيعاني كثيرا في خط الهجوم، فالسنغالي كيتا الذي جلبه الفريق في «الميركاتو» الشتوي، يبدو لاعبا بإمكانيات محدودة، وهنا لابد من التساؤل كيف لفريق من حجم الوداد يخوض منافسة قارية كبيرة لا ينتدب لاعبين من عيار ثقيل. ليس كيتا وحده الذي لم يكن في المستوى، فالظهير الأيسر زي أوندو يثير هو الآخر الكثير من المخاوف. هنا لابد أن يعيد الويلزي جون طوشاك ترتيب أوراقه، فالرجل يبدو أنه يتعامل مع بعض الأمور داخل الوداد ببرود غريب، بل إنه يخيل في بعض الأحيان أن الرجل لا يهمه ما يجري، وإلا كيف يمكن أن يفسر لنا حضوره حفل تقديم اللاعب النيجيري شيسوم شيكاتارا، وهو يرتدي سروالا قصيرا.. أليس في ذلك استخفافا غير مفهوم. في مباراة نيامي كان هناك درس آخر، فرغم أن حكم المباراة أعلن عن ضربة جزاء لصالح الوداد في الوقت بدل الضائع، فإن لا أحد احتج أو انتقد الحكم، بل إن الجمهور صفق للجميع وغادر المباراة، في انتظار موعد آخر.لو حدث مثل هذا الأمر لدينا، لربما وقع ما لايحمد عقباه، ولتم اقتلاع الكراسي. صحيح أن النيجر بلد فقير، لكن يبدو أن الفقر الحقيقي هو فقر العقول. بات فريق أولمبيك خريبكة مهددا أكثر من أي وقت مضى بالنزول إلى القسم الثاني، فالفريق يتذيل الترتيب ب14 نقطة، على بعد 11 جولة على اختتام البطولة، وهنا لابد من التساؤل عن سبب هذه الوضعية الصعبة التي يعيشها الفريق، هو الذي انهى بطولة الموسم الماضي في المركز الثاني، وفاز قبل أشهر بكأس العرش، فألم يستفد أولمبيك خريبكة من درس الموسم قبل الماضي، عندما كان في الطريق إلى القسم الثاني إثر خسارته لست نقاط بقرار إداري. لقد سبق لأحمد العجلاني مدرب الفريق أن دق ناقوس الخطر عقب فوز أولمبيك خريبكة بكأس العرش، وقال إن مستقبل الفريق مظلم، ودعا إلى تعزيز صفوفه، وتحدث عن الكثير من العراقيل التي تحول دون أولمبيك خريبكة والمضي في الاتجاه الصحيح. للأسف الشديد، لم يلتقط مسؤولو الفريق الإشارة، وها هو أولمبيك خريبكة يمضي ب»ثبات» نحو القسم الثاني.