جدد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، رفض المغرب تصريحات بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، واصفا إياها ب«المنحازة وغير الموفقة»، كما دعاه إلى احترام حق الشعب المغربي في التعبير عن غضبه، بعد الانزعاج الذي عبر عنه كي مون بسبب المظاهرات الحاشدة التي نظمت بالمغرب احتجاجا على تصريحاته. وقال بنكيران، في كلمة له أول أمس بالمجلس الحكومي، إن «التصريحات الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة دفعت بشكل طبيعي وتلقائي إلى عقد اجتماع في البرلمان بغرفتيه عبر فيه نواب الأمة بطريقة مؤثرة عن عدم رضاهم عن الكلام المتحيز الصادر عن بان كي مون، والذي لم يكن له مبرر، فقد كان في زيارة إلى الجزائر ولإخواننا المحتجزين بتندوف وكان عليه أن ينتظر ويزور المغرب حتى تكتمل لديه الصورة، غير أنه أطلق كلمة غير مقبولة». واعتبر رئيس الحكومة أن ملف الصحراء بالنسبة للمغاربة «قضية حياة أو موت»، داعيا الجزائر إلى العودة إلى صوابها. كما أشار بنكيران إلى أن خروج آلاف المغاربة حاملين الأعلام المغربية وصور الملك هو استفتاء في حد ذاته، وتعبير عن التلاحم الذي وصفه ب«الصخرة» الذي ستكسر عليها كل المؤامرات، وأن الشعب الغربي مستعد لأن يعطي الدليل على قوة تلاحمه مهما كان الثمن. وتعليقا على انزعاج كي مون من خروج المغاربة، أوضح رئيس الحكومة أنه ليس هناك أي عداء مع الأمين العام للأمم المتحدة، قبل أن يضيف أن ما تفوه به كي مون أثار غضب شعب بأكمله، رغم أنه يرأس مؤسسة تنتظر منها الشعوب احترام حريتهم في التعبير واستتباب الأمن والسلام. وذكر بنكيران المسؤول الأممي بأن الشعب المغربي محترم وعريق فتاريخه يعود لقرون طويلة، وليس شعبا «قطر به السقف»، على حد تعبير بنكيران، الذي أشار إلى أن المغرب ليس حريصا على العداوة مع كي مون أو الأممالمتحدة، بل على العكس، غير أنه متمسك بحقه في حماية أرضه واسترجاع أبنائه المحتجزين بتندوف تحت هيمنة الجزائر. ونوه بنكيران بتدخل البرلماني الاستقلالي حميد ولد الرشيد الذي وصف خطابه ب«المؤثر جدا»، إلى جانب الحماس الذي طبع مداخلات مختلف مكونات البرلمان، وكذا حماس مختلف فئات الشعب المغربي التي قدمت من مختلف أرجاء الوطن، والتي فاق عددها كل التوقعات، رغم أنه لم يكن هناك أي تنظيم مسبق لهذه المسيرة، يضيف رئيس الحكومة، الذي اعتبر خروج المغاربة، سواء بالعاصمة الرباط أو مدينة العيون، رسالة موجهة للعالم مضمونها أن قضية الصحراء المغربية «ليست قضية دولة وحدها أو أحزاب أو نخبة، بل هي قضية دولة وشعب وملك وأحزاب وقوى حية بشكل غير قابل للمراجعة»، مؤكدا أن «المملكة لا تحتاج أن تعطي الدليل كل مرة على أن هذه الأراضي هي أراضيها، فهي أراضيها بفعل التاريخ والجغرافيا وبفضل إرادة ساكنيها وهذا ما تجسد في مسيرة العيون». من جهة أخرى، أعلن رئيس الحكومة، خلال المجلس الحكومي، عن قرار إعادة الاتصالات بين المغرب والاتحاد الأوروبي بالنظر للتطورات الإيجابية التي عرفها الملف بعد الزيارة الأخيرة لموغريني، الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، التي قدمت للمغرب تطمينات وضمانات من أجل إيجاد حل للأزمة الناتجة عن قرار المحكمة الأوربية فيما يخص اتفاقية القطاع الفلاحي. وعرف المجلس الحكومي تقديم امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية، تقريرا حول تطور العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، تطرقت خلاله إلى تأكيد موغريني على أهمية الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي واستعداد هذا الأخير للتنسيق وتقريب الرؤى وتفهم الاتحاد الأوروبي لأهمية القضية الوطنية بالنسبة لكل المغاربة واستعداده للتعاون في إيجاد الحل.