رفعنا التحدي وسط الشكوك والتأهل أنصف نوايانا بكيت بعد العبور لما شاهدته في المدرجات من حقنا أن نحلم بكأس إفريقية ثانية رهاننا القادم هو عودة الشعلة الأولمبية لسابق عهدها
بدأ أكثر سعادة وفرحا مثل جميع المغاربة وهو يعيش أجواء إحتفالية الجماهير المبدعة، الخلاقة لأجمل ولأروع الصور، ولعل ما عاشه من إحباط وما قاساه من نقد حاد كالسيوف والخناجر، جعله اليوم يرقص على هودج العرس الأطلسي ظل يؤمن بالفرج وبالغد المشرق، وحمل كامل المسؤولية عندما تعاقد مع الناخب الوطني إيريك غيرتس وقال إنه رجل المرحلة، ووقع معه عقد شراكة أهم بنودها العمل على تهييء فريق وطني يشرف كافة المغاربة، وأوفى غيرتس بوعده وها هو يطمئن الجميع بمستقبل الأسود.. "المنتخب" دخلت مجددا قلب رئيس الجامعة وعاشت معه الفرحة التاريخية التي عبر عنها المغاربة بخروجهم للشوارع في مظاهر الحب الأبدي لأسود الأطلس بإنجازهم وعودتهم للزئير مجددا.. - المنتخب : بداية ما هي انطباعتكم بخصوص تأهيل الفريق الوطني إلى النهائيات الإفريقية؟ الفاسي الفهري : إسمح لي في البداية أن أهدي هذا الفوز وهذا التأهل إلى حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي بفضله وصلنا إلى هذا المستوى بالنظر لدعم جلالته لكل الأوراش التي فتحناها بالجامعة.. بالنسبة لي فكسائر المغاربة الذين تطبعوا على قيم المواطنة، سعدت كثيرا وعبرت عن فرحتي وأنا أعيش هذه الملحمة الخالدة التي إفتقدناها مع الفريق الوطني، إنها لحظة تاريخية لن تنسى، صحيح أن تأهيل الفريق الوطني إلى النهائيات الإفريقية ليس بإنجاز ولكن السياق والظرفية التي جاءت فيها النتائج والتأهل جعلتنا نفرح ونسعد مع فريقنا الوطني الذي استطاع أن يداوي جراحه بعد غيابنا عن كأس إفريقيا بأنغولا 2010 وكأس العالم بجنوب إفريقيا في نفس السنة، لقد كان لزاما أن نبذل قصارى الجهود لتنظيف محيط الفريق الوطني.. وأود بالمناسبة أن أشكر دومينك كوبيرلي الذي ركب معنا سفينة التحدي في البداية والناخب الوطني إيريك غيرتس الذي راهنت على خبرته ونجح في مهمته، وأود أن أشيد بجميع اللاعبين الذين إنخرطوا في سياسة إصلاح محيط الفريق الوطني، وقد أبدوا رغبة كبيرة لتجاوز الكبوات والإحباطات. - المنتخب: ما رأيك في هذه الإحتفالات التي شهدتها ربوع المملكة؟ الفاسي الفهري: لقد راقني جدا هذا الذي حدث في كل أقاليم مغربنا الحبيب، وهذا يؤكد مدى التلاحم الكبير الذي يجمع المغاربة بفريقهم الوطني الذي يشكل رمز الكرة الوطنية، إن هذا الحب وهذه الأعراس لدليل قاطع بأن الروح الوطنية هي القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة، حيث نتوفر على قدرة كبيرة للإبداع والخلق والإبتكار.. لقد تمنيت شخصيا كرئيس للجامعة أن يسعد الفريق الوطني كافة المغاربة الذين كانوا بحاجة إلى هذه الملحمة، ولا أكتمك السر فأنا كمغربي شعرت باعتزاز وإفتخار وأنا أشاهد هذه التعبئة من طرف الجماهير المغربية وهي تحمل العلم الوطني وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله راعي الرياضة والرياضيين.. هذه مشاهد سيبقى التاريخ يحتفظ بها وستبقى خالدة في الأذهان.. من حق المغاربة أن يفرحوا ويعيشوا هذه اللحظات الرائعة.. وأعتقد بأن الله سبحانه وتعالى أنصفنا وأعاد لنا الإعتبار لأننا كنا نشتغل بمسؤولية وبضمير مهني، حيث حددنا المسؤوليات.. هذه مجرد بداية والعمل سيتواصل وإن شاء الله سيكون الفريق الوطني في مستوى إنتظارات الشارع المغربي. - المنتخب: بالعودة إلى أجواء المباراة كانت هناك إشارات قوية من الجمهور عبر تيفو كتب عليه «عائدون بقوة لإفريقيا بزئير الأسد»، كيف عشت هذه الصور الجميلة؟ الفاسي الفهري: الجمهور المغربي بطبعه مبدع وخلاق، وأظن بأن كل من شاهد تلك اللحظات الجميلة والرائعة إلا وسيحس بالقشعريرة، ولا أظن بأن هناك منتخبا عالميا له جمهور مثل الجمهور المغربي الذي يجب أن يكون نموذجا لباقي المنتخبات.. مهما قلت في حقه فإنني لن أوفيه حقه، لأنه هو من صنع هذه الملحمة وهذه اللحظة التاريخية، فعلا نحن عائدون لإفريقيا وهذا هو الشعار الذي كنت قد راهنت عليه برفقة الإخوة من المكتب الجامعي، لأنه كان من الضروري أن يحتك لاعبونا بمنتخبات إفريقية لأننا ننطلق منها لنعود إليها، كان من المفروض أن يعود الأسد للزئير مهما أصابه المرض، وإن شاء الله العمل سيتواصل بإشراف من الناخب الوطني إيريك غيرتس ما دام أنه أمامنا متسع من الوقت للإعداد وتهييء الفريق الوطني نحو الأفضل، لكن ما يهمنا هو أن منتخبنا طمأننا بعودة الثقة والإنسجام والتآزر بين عناصره وهذا ما كنا نفتقده.. وقد إتضحت بصمات الأطر التقنية في هذا الصدد كل من موقع مسؤوليته. - المنتخب: بعد أن اتضحت الصورة، الجمهور أصبح يطالب بكأس إفريقيا، هل نحن جاهزون لكسب هذا الرهان؟ الفاسي الفهري: من طبعي أنا إنسان متفائل وطموح ومن لا يحب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر.. لقد إنطلقنا كما قلت لك بإصلاح محيط الفريق الوطني بعد أن إتضح لنا بأن شيئا ما يحدث، وخطوة خطوة وصلنا إلى هذه المرحلة، إن شاء الله سندافع عن حظوظنا ولي كامل الثقة في هذه العناصر بأنها ستسعد الجمهور المغربي في النهائيات الإفريقية.. - المنتخب: هناك من يتحدث عن منحة إستثنائية للفريق الوطني فور تأهله للنهائيات، هل حددتم هذه المنحة؟ الفاسي الفهري: لقد إجتمعت شخصيا باعتباري رئيسا للجنة المنتخبات الوطنية مع ممثلي اللاعبين وحددنا السقف المالي الخاص بالمباريات، ما يعني أننا إتفقنا على كل شيء، وقد جرى هذا الإجتماع قبل سنة، عملنا على مراجعة المنح وثم التوافق مع اللاعبين حولها، وهنا أود أن أضيف شيئا مهما وهو أن الدفاع عن القميص الوطني لا يقاس بثمن، وحتى اللاعبون لا يتحدثون عن هذا الجانب، بقدر ما يهمم أن يسعدوا هذه الجماهير الطيبة ولكم أن تعودوا كم يتقاضون بأنديتهم. - المنتخب: كيف تفاعلت مع مجريات المباراة ضد منتخب تانزانيا؟ الفاسي الفهري: لقد كانت مباراة صعبة باعتبارها الأخيرة والحاسمة.. صراحة «الله يحسن عوان اللاعبين» الذين تحملوا ضغط الجمهور والإعلام، شخصيا راقني أداء الفريق الوطني وحصة الأهداف تؤكد ذلك، لم نكن نرضى بهدية من أحد، بل إعتمدنا على أنفسنا وتمكنا من التأهل عن جدارة واستحقاق.. الفريق الوطني تطور أداؤه كثيرا.. وأنا متأكد بأنه سيضرب به المثل بإفريقيا.. تتذكرون أننا تقلدنا المسؤولية في ظرفية جد حساسة، وتتذكرون كيف كانت حالة ووضعية الفريق الوطني.. أعتقد بأن هذا هو الشيء الذي يجب أن نناقشه.. لقد تم تصحيح الوضع بطريقة إحترافية ومهنية كبيرتين. - المنتخب: بعد إنجاز الفريق الوطني.. ننتظر إنجازا آخر من المنتخب الوطني الأولمبي، ماذا هيأتم ليكون هذا المنتخب جاهزا لضمان ورقة التأهل إلى الأولمبياد؟ الفاسي الفهري: المنتخبات الوطنية ورش أساسي ضمن الأوراش المفتوحة على صعيد الجامعة، لذلك فإن كل إهتمامنا سينصب حول دعم المنتخب الأولمبي حتى يضمن بطاقة التأهل إلى الأولمبياد، إذ أن بيم فيربيك وحميدو الوركة يقومان بعمل جبار إلى جانب أطرهم التقنية.. نفتخر لوجود عناصر شابة ستقول كلمتها ونراهن عليها مستقبلا.. ولي اليقين بأنها ستسعد المغاربة مثل أسود الأطلس. - المنتخب: ماذا تقولون السيد الرئيس في كلمة ختامية؟ الفاسي الفهري: حتى لا تفوتني الفرصة أمام هذا الإنجاز، أود أن أجدد تعازي الحارة لعائلة المرحوم زكرياء الزروالي، داعيا لهم جميل الصبر والسلوان.. وأشكر كل من ساهم في إنجاح هذا العرس الرياضي الكبير الذي عرف تنظيما محكما ولم يعرف أي مشاكل من حيث بيع التذاكر.. لقد نجحنا والحمد لله في هذه المهمة وهذا يؤكد بأننا قادرون على تنظيم أكبر التظاهرات ووصلنا إلى مستوى كبير في إحتضان المباريات الدولية الكبيرة.