المغرب الكامرون.. نزال للتاريخ

لم يبد رونار حماسه لمباراة مثل الذي أظهره في القنوات الرسمية وغيرها ومنها صفحته الخاصة، قبل مواجهة منتخب الكامرون.
الناخب الوطني درس جيدا تاريخ أرشيف الأسود، وكشف عن معرفته الدقيقة بما مثله الكامرون من عقدة للفريق الوطني، واعدا بانهاء هذه الخرافة بالدار البيضاء.
إنتصار الأسود على الأسود غير المروضة سيكون بمزايا وفوائد عديدة، سيضمن الصدارة والتأهل وسيحسب أول فوز أمام هذا المنتخب العريق قاريا.
بأرمادة تضم لفيفا من أفضل العناصر الوطنية، مركب محمد الخامس سيكون شاهدا على صدام تقليدي كبير بين فريقنا الوطني ورجال سيدورف الساعون لتكريس أفضليتهم التاريخية.
سياق المبارزة
لطالما التقى الفريق الوطني بالكامرون في عديد المحطات، منها ما كان بطبيعة قارية ومنها ما حمل على السياق الودي، والوضع هذه المرة مختلف نسبيا، ذلك أنه حتى وإن كان نزالا رسميا إلا أن تأهل الكامرون المسبق بوصفه صاحب العرس، يخفف قليلا من الصخب والتوتر والحدة التي لازمت عبر التاريخ هذا النوع من المبارزات.
في مجموعة تصفوية حددت مؤهلها الأول سلفا وأتاحت أمام الوصيف اللحاق به في "الكان"، يوجد المغرب والكامرون في سرب غير الذي يدرج فيه مالاوي وجزر القمر.
بل أن مباريات الجولات الأربع بدورها ساهمت في التخفيف من وطأة النزال بأن وضعت المنتخبين في صدارة مريحة وتمنحهما هامشا من الأريحية لمناقشة نزالهما القادم دون ضغوطات تذكر.
الكامرون ضامن للتأهل والمغرب مطالب بالفوز ليطمئن على مرافقته لأنه غير مقبول خسارته بحصة كبيرة ببلانطير بمالاوي إذا افترضنا فوز الأخير بجزر القمر.
لماذا عقدة؟
ظل المنتخب الكاميروني رفقة جنوب إفريقيا حالة استثنائية في مواجهته للفريق الوطني عبر التاريخ، إذ حرمه مرارا من التواجد في المونديال كما وقف في وجهه حاول في أكثر من كان دون الحديث عن المباريات التصفوية الأخرى.
لذلك كان من الناذر أن يكون المنتخب المغربي طرفا أقل على الورق من أحد منافسيه مثلما حدث مع الأسود غير المروضة.
هي بالفعل عقدة لأنه حين يفشل الفريق الوطني وعبر كل هذه السنوات الطويلة في فك شفرة هذا المنتخب الملقب بدوره بالاسود غير المروضة، فهذا دليل على أن هذا المنتخب يمثل حجرة عثرة في وجه رجال رونار.
وفي خضم كل المجالات الكثيرة التي جمعت الطرفين، ظل أشهر لقاء هو ذلك الذي حرم من خلاله رفاق روجي ميلا رجال الراحل المهدي فاريا الموندياليون من التتويج هنا بالمغرب بلقب "الكان" وحدث هذا قبل 30 عاما بالتمام والكمال.
لذلك يكبر الحافز والرغبة في إسقاط هذا المنتخب الحامل القاري بالغابون والساعي لتكريس أفضليته هذه ولو بالدار البيضاء التي يعرفها جيدا.
فوائد النصر
وعد هيرفي رونار جماهير الفريق الوطني بالنصر التاريخي الاول في لقاءات المنتخبين من خلال ما دونه عبر صفحته، مستندا في ذلك لدعم الأنصار الذين حثهم على القيام بغزوة كبيرة لمدرجات مركب محمد الخامس قصد الإحتفال.
مباراة الكامرون تحمل هذه المرة الكثير من الخصوصيات والفوائد، الإنتصار سيحسب في السجلات على أنه فوز تاريخي كونه الأول من نوعه، وسيكون مرادفا لعبور آخر صوب الأدوار النهائية كما سيحافظ للأسود على تسلسلهم الإيجابي في مبارياتهم داخل الميدان.
لهذا فهي مباراة مختلفة في تجليات كثيرة عن اللقاءات السابقة ولربما في واحدة من المرات القليلة التي نتفوق فيها على الكامرون بالنجوم والقيم التسويقية للاعبين، لأننا أفضل منهم فرديا وجماعيا وعلى مستوى الحضور بفرق أوروبية أفضل.
هذا المعطى يحفز لاعبي الجيل على صناعة التاريخ من جديد بعدما صنعوه بتجديد الوصال مع المونديال، كون ترويض الكامرون سينضاف لخانة الأرقام والنتائج الكبيرة لهذه المجموعة المتميزة، والتي تحتاج ليس للتأهل والعبور ل "الكان" فحسب وإنما للفوز بهذا التاج الإفريقي.
أرمادة كاملة
سواء قارنا التركيبتين لاعبا بلاعب أو على المستوى الجماعي، قطعا فالفريق الوطني أفضل نسبيا من منافسه ويتفوق عليه في كل الخطوط.
بل أن هناك شبه إجماع اليوم على أن الكومندو الذي استدعاه رونار لهذه المباراة يتفوق على فريق مونديال روسيا.
عودة بوفال وهو أفضل من كارسيلا وتواجد المزراوي الذي يعتبر أكثر تميزا من الحجام وأمرابط الصغير، إضافة لاستدعاء أزارو لدعم الهجوم، يؤكد أن هذا هو أفضل تشكيل ممكن أن يحضر.
وطبيعي جدا أن لا يجنح رونار وكما عودنا مرارا لإجراء تغييرات كبيرة، إذ يتوقع أن يبدأ ببونو مع الإنطلاقة وترسيم ثنائية درار وحكيمي أو مزراوي وحكيمي مع سايس وبنعطية، ووسط لن يخرج عن الأحمدي وبلهندة ثم محور هجوم يضم زياش وأمرابط على الأطراف والنصيري كرأس حربة، وبهذا يمكن وصفها المباراة الأصعب على الاطلاق بالنسبة لرونار على مستوى الإختيارات، إذ أن عناصر من قبيل بوصوفة وفجر وداكوسطا ثم بوفال والإدريسي ثم أزارو وبوطيب نصفها لن يلعب وسينتظر دوره في رادس لمواجهة تونس وديا.
مسرح الترويض
سيدورف تواجد في المغرب منذ فترة للمشاركة في المباراة الإستعراضية بالعيون، ثم سافر وعاد سريعا رفقة مساعده باتريك كلويفرت، والغاية تبرر الوسيلة كون هذا المدرب رغم التأهل المباشر والمضمون يريد أن يوقع على مباراة كبيرة هنا بالدار البيضاء.
أسود الكامرون ومهما تجددت وتغير جلدها وابتعدت من خلالها الأسماء التقليدية التي تعرف عليها الجمهور المغربي في الملاعب الأوروبية، إلا أنه يظل أحد القوي الكروية الكبيرة والعملاقة قاريا.
في نفس الملعب الذي شهد أكبر مسرحيات القرن في الكؤوس الإفريقية قبل ثلاثة عقود لما تلاعب حكم مغمور بمشاعر المغاربة ورجح كفة الكامرون على حسابنا، ستكرر المشهد وهذه المرة لاستخلاص فاتورة الماضي والحاضر.
ومن دون أن نشك ولو للحظة واحدة في قيم الوفاء والإخلاص للجمهور المغربي، فمؤكد أن العناصر الوطنية ستحظى بالرعاية والدعم المعتاد في مسرح ترويض الأسود الجموحة والتأكيد على أن العقدة مجرد خرافة.
هي مباراة كما قلنا للتاريخ ومباراة تأكيد العبور ل "الكان" وعدم ترك أي ثغرة أو مجال للحسابات اللعينة التي لم تنصفنا عبر التاريخ، ولا يوجد شك في قدرة الثعلب على ترويض الأسود.
البرنامج
الجمعة 16 نونبر 2018
الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أفريقيا للأمم 2019
الدارالبيضاء: مركب محمد الخامس: س 20 : المغرب الكامرون : الحكم: اوطوغو كاسطام» الغابون»