القيادة مسؤولية وتكليف ودقة في اتخاذ القرارات الكبيرة ، والقيادي الناجح هو الحريص على جمع الكلمة وتوحيد الصفوف ، ويجب أن يتميز بالحزم والقوة وعدم التردد ، ويعشق المبادرات الخلاقة ، ويحب تحدي الصعاب ، وإقناع الآخرين بأفكاره عبر كلامه ، وتحركاته ، ومواقفه ، وسلوكياته ، و كل ضيق الأفق والصدر لا يصلح للقيادة ، وكذلك من لا يعدل في تعامله مع المحيطين به بحيث يرفع من قدر أشخاص وينقص من آخرين، والنضر إليهم بازدراء هذا أيضا ليس بقدوة بله أن يكون قائدا ، والذي يعامل الناس على أساس كم يملكون من مال وليس على أساس المبادئ والقيم والأخلاق والتقوى ، فيبتسم في وجوه الأغنياء ويقطب جبينه إذا رأى الفقراء ، هذا أيضا لا يصلح للقيادة . من صفات القائد الناجح الجرأة في قول الحق والشجاعة لإيصال قناعاته للآخرين ، ويقرأ باستمرار ، ومنفتح على محيطه ،و لا يحقد على أحد ، جاد في أعماله ، غير متلون أو مائل عن الحق ، وغير متبع لأهوائه على حساب قيمه ومبادئه ، بإمكان أي مسلم أن يكون قائدا ناجحا شريطة تطوير ذاته ، ومهاراته ، وتنمية مواهبه ، ولا يجب أن يقبل بأدنى إهانة من الجهال، ويحرص على العطاء ، والإبداع ، والتفوق الدائم ، والرسالية في أعماله. والضعيف في شخصيته، والجبان، والخائف، والذي لا ينظم وقته، ولا يحرص على ترقية إيمانه لا يصلح للقيادة. القيادة فن سحر الآخرين بالكلمة الطيبة ، والأخلاق العالية ، ومحبة الناس واضعا ميزان العدل في نفسه لهذا الحب ، بدون تمييز أو إشعار الآخرين بالتحقير و الازدراء خصوصا إذا كان يعلم في اللاشعور أنهم أفضل منه خلقا وخلقا. وليحذر من يدعي القيادة من التنقيص من الشرفاء والأحرار وأصحاب الوجه الواحد، لأنهم سيعلنون الحرب عليه، ويفضحونه، وقلوبهم ستلعنه بل يمكن أن يدعون عليه خصوصا إذا ظلم أحدا أو نقص منه. المشتت الانتباه والذي يفقد التركيز في أعماله لا يصلح لان يكون قائدا لأنه سيخبط خبط عشواء ، وسيقرب الهاتفين باسمه ، وسيبعد المخلصين ، وسيذلل كل الطرق لجعل كل المبادئ والقيم والأعراف من أجل خدمة شخصه ، مع العلم أن القائد الناجح يدور حيث دار الشرع ويتمسك بالمبادئ ويضغط على نفسه للمحافظة عليها ، ويرفع قيمتها ، ويخدمها وليس أن يجعلها سلما لإبراز شخصه ،كما يقول د. طارق السويدان : **انتهى عصر البطل وهذا زمن المؤسسات وعمل الفريق **. كل مسلم لا قيمة للوقت في حياته ، ولا يبرمج أوقاته ، ولا يملأها بالمفيد من الأعمال فاشل وإذا تولى مسؤولية معينة فلن يفلح فيها، كما أن كل من يمالئ الظلمة والمعتدين ويقربهم ويجلعهم ذراعه الأيمن ويبعد الأتقياء والبررة لن تدوم مسؤوليته ، وسيبغضه كل من يعملون تحت سلطته وعامة الناس . بالتوبة النصوح ، والاصطلاح مع الله ، والتقرب إليه وجعل التقوى ميزان التفاضل بين الناس، سينجح القائد وستحبه كل القلوب إذا أقام قيمة العدل أثناء تعامله مع الآخرين ، خصوصا أن الناس أذكياء ويميزون بين من يتعامل معهم بتقدير واحترام، ومن يحقرهم ويزدريهم ويتعامل معهم وفق إرادته و أهواء نفسه …كل من يلصق النصر الذي حازه بشخصه وذكائه وليس إلى توفيق الله وعونه سينقلب نصره هزيمة ،لأنه لم يربطه بالله صاحب المنة النصير …قال تعالى :** إن تنصروا الله ينصركم ويتبث أقدامكم ** وقال الله عز وجل : ** وكان حقا علينا نصر المؤمنين ** .