يبدو أن نشطاء الحراك الشعبي بمدينة جرادة، عازمون على التصعيد من احتجاجاتهم، بعد 3 أشهر تقريبا من انطلاقها، بعد مصرع الشقيقين جدوان والحسين الدعيوي، في بئر لاستخراج الفحم الحجري يستغل بشكل عشوائي. وشرع المحتجون في تصعيد إحتجاجاتهم، بتنظيم أكثر من مسيرة مساء أول أمس، في عدد من الأحياء الشعبية الكبيرة بالمدينة، و جاب المحتجون شوارع هذه الأحياء مرددين شعارات تطالب الحكومة بالاستجابة لمطالبهم، وفي نفس الوقت إعلان رفضهم القبول بكل ما جاء في "سلة الحلول" التي سبق لحكومة العثماني أن قدمتها لهم قبل عدة أسابيع لإنهاء حالة الإحتقان التي تعيشها المدينة وعموم الإقليم. وخرج المحتجون بعد النقاش الذي دار بينهم في أحياء المدينة، في إطار ما يطلقون عليه إسم "لجان الأحياء"، ببرنامج احتجاجي يمتد على 10 أيام، تضمن مسيرات عدة واحدة خاصة بالنساء فقط، و 3 إضرابات عامة. ووفق البرنامج الذي توصل "اليوم24" بنسخة منه، قرر المحتجون أمس الأربعاء، إخلاء الشوارع صباحا، والدعوة لإضراب جزئي من ساعات الصباح وحتى منتصف اليوم، مع الإبقاء على النقاش الدائر في الأحياء. فيما قرر المحتجون اليوم الخميس، الذي يصادف إحتفاء العالم بالمرأة، تنظيم مسيرة نسائية، من جميع الأحياء في إتجاه ساحة البلدية التي يطلق عليها النشطاء ساحة "الشهداء"، للتنديد وفق نفس المصدر بوضعية المرأة الجرادية. أما يوم غد الجمعة، فقد قرر النشطاء تنظيم مسيرة إحتجاجية، نحو الساحة نفسها، يتقدمها ذوو الإحتياجات الخاصة، وعمال مفاحم المغرب والسندريات لإبراز معاناة هذه الفئة، خاصة وأن العديد من المصابين بعاهات مستدامة، أصيبوا بها، خلال سعيهم وراء لقمة العيش في سندريات الفحم التي يطلق عليها المحتجون وصف "أبار الموت". وقرر المحتجون نهاية الأسبوع الجاري، تنظيم مسيرة إقليمية خارج المدينة، يوم الأحد، ابتداء من الساعة الثالثة زوالا، وهي المرة الأولى التي يدعوا فيها المحتجون إلى تنظيم إحتجاجات خارج المدينة، بعدما كانت تنظم المسيرات الإقليمية التي يدعون إليها داخل مدينة جرادة، وقبل المسيرة دعا المحتجون إلى التعبئة لهذه المسيرة في الأسواق يوم السبت، لضمان حضور كبير في هذه المسيرة. ويبدأ الحراك الشعبي بجرادة أسبوعه المقبل، بإضراب عام، مع إحياء الذكرى الأربعينية للشخص الثالث الذي توفي في فبراير الماضي بأحد أبار الفحم، بساحة سوق الأحد، يليه في اليوم الموالي، أي يوم الثلاثاء، وفق ما أورده النشطاء في برنامجهم، إضراب عام أخر يرافقه إعتصام جزئي في ساحة البلدية إبتداء من الساعة العاشرة صباحا. ويختم نشطاء الحراك الشعبي هذا البرنامج، بعقد ندوة صحفية، يوم الخميس المقبل، لشرح أفاق حراكهم، خاصة وأن الحراك عرف في الأونة الأخيرة خلافات حادة بين أعضائه أدى بأغلب النشطاء الذين كانوا ينشطون في المرحلة السابقة، إلى التراجع إلى الخلف وعدم النزول في الإحتجاجات التي تقودها وجوه أخرى، وهي الخلافات التي برزت بشكل جلي بعد تقديم والي جهة الشرق بشكل رسمي، للحلول التي تقدمها الحكومة للمشاكل التي تعرفها المنطقة في 12 فبراير الماضي.