دعا الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر، "الحركيات" و"الحركيين" إلى الانخراط بقوة في إعداد تصور "حزب السنبلة" حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية لحل مشاكل المغاربة، حيث شدد العنصر في كلمته خلال ترؤسه مساء أول أمس السبت بفاس للمؤتمر الجهوي الأول لحزبه قبل محطة المؤتمر الوطني الثالث عشر، "على أن اللقاء الجهوي بجهة فاس/مكناس تعقبه لقاءات أخرى بباقي الجهات، مع مناضلات ومناضلي الحزب، لا ينعقد استعدادا للمؤتمر الوطني أو الانتخابات المقبلة فقط، وإنما استجابة لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتعلقة بإنجاح النموذج الجديد للتنمية ونظام الجهوية المتقدمة وتعزيز الاهتمام بساكنة العالم القروي". وفي هذا السياق، أشاد العنصر بتبني حزب الحركة الشعبية لمهمة الدفاع والترافع عن العالم القروي، مذكرا في ذلك بمضامين القانون الأساسي للحركة، والذي دعا منذ سنة 1958 إلى الدفاع عن العالم القروي، لكنه شدد على ضرورة تبني حزبه لباقي الأوراش السياسية التي سبق له أن طالب بتفعيلها وتنزيلها، ذكر منها إدماج المواطنين في تدبير الشأن المحلي، وإتاحة الفرصة للشباب والنساء للانخراط في العمل السياسي والحزبي، وإشراكهم في المخططات التنموية والحفاظ على الأصالة المغربية والثقافة الأمازيغية وتقوية منظومة المغرب الكبير، بحسب تعبير العنصر. وفي مقابل صوم العنصر عما حققته الحركة الشعبية في الوزارات التي يدبرها وزراؤه بحكومة سعد الدين العثماني، دافع عن حصيلة رئاسته لجهة فاس/مكناس التي تحتضن المؤتمر الجهوي الأول للحركة الشعبية قبل محطة المؤتمر الوطني، حيث كشف العنصر بأن الجهة تمكنت بعد سنة من انتخابها من إنجاز 167 مشروعا في قطاعات الطرق والماء والكهرباء والصحة والتعليم، كلفت ميزانية الجهة أزيد من مليار درهم، فيما خصصت أزيد من 70 مليون درهم لدعم الجماعات الترابية لإنجاز مشاريع اجتماعية ورياضية. وخصص العنصر الشق الثاني من كلمته الموجهة للمشاركين في المؤتمر الجهوي للحركة الشعبية بفاس، قدموا من تسعة أقاليم تنتمي للجهة، وهي فاسومكناس ومولاي يعقوب وصفرو وبولمان وتازة وتاونات والحاجب وافران، (خصصه) للمؤتمر الوطني ال13 للحركة، والذي كشف بخصوصه موعد إجرائه حدده في أواخر شهر شتنبر المقبل، للحسم في القيادة الجديدة للحركة الشعبية، يقول العنصر مؤكدا بأن المؤتمر الوطني سيكون محطة لانطلاقة جديدة لحزبه موحدا وقويا استعدادا لانتخابات 2021 والتي باتت قريبة، حيث يعول العنصر بحسب كلامه على أن ينجح حزبه في تحسين موقعه خلال الانتخابات المقبلة، والتي "نعلق عليها كثيرا من الأمل"، يقول العنصر. هذا وعرف المؤتمر الجهوي للحركة الشعبية، حضور عدد من أعضاء المكتب السياسي وبرلمانيي الجهة ووزراء حركيين حاليين وسابقين، من بينهم حمو أوحلي كاتب الدولة لدى الوزير عزيز أخنوش المكلف بالتنمية القروية والمياه والغابات، وإدريس مرون ابن إقليمتاونات والوزير السابق للتعمير وإعداد التراب الوطني، ولحسن السكوري ابن مدينة صفرو والوزير السابق للشباب والرياضة، والذي شمله الزلزال السياسي بسبب "الحسيمة منارة المتوسط"، فيما غاب ابن مدينته الوزير الحالي للتربية الوطنية سعيد أمزازي، وزميله محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال. وتمثلت المفاجأة الكبيرة التي عرفها المؤتمر الجهوي للحركة بفاس، في ظهور وزير الداخلية السابق محمد حصاد، بعد اختفائه لمدة عقب إعفائه من وزارة التربية الوطنية بحكومة العثماني بسبب الزلزال السياسي، حيث حرص حصاد على الحضور والظهور معية باقي المرشحين المفترضين لخلافة العنصر بالأمانة العامة للحركة الشعبية، شأنه في ذلك شأن محمد مبدع الوزير السابق بحكومة عبد الإله بنكيران، والذي باتت عينه على قيادة سفينة الحركة، لذلك حضر إلى فاس مرفوقا بعدد من أنصاره بالفقيه بنصالح وممثلين عن أجهزة حزبه بجهة بني ملال التي ينتمي إليها، فيما ظهر محمد أوزين بمظهر "صاحب الحفلة"، وهو يراقب ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة للظهور بمظهر صاحب "البروفايل" الجديد لقيادة الحركة الشعبية بعد مرحلة العنصر، معولا في ذلك، بحسب مصادر من داخل حزبه، على قربه من العنصر الذي ينوب عنه بمجلس جهة فاس/مكناس، وملازمته له أينما حل وارتحل، إضافة إلى استعانته بموقع وثقل وزن حماته حليمة العسالي بالمكتب السياسي للحركة الشعبية.