لم تمنع الإعاقة الحركية التي ولد بها عبد اللطيف اللويزي، هذا الأخير من الإبداع. الشاب، الذي إزداد في حي يدعى "الشياضمة"، في ضواحي مدينة الصويرة، قبل أن يختار، وعائلته الاستقرار في حي"الضاية" في مدينة سلا، لم تمنعه إعاقته الحركية من الإبداع، حيث ظهرت موهبته في تحويل الأسلاك المعدنية إلى تحف فنية. عبد اللطيف اللويزي، ذي ال 25 سنة، لم يكن ارتباطه بالأسلاك محل صدفة، بل درس كهرباء البناء، والصيانة الاصطناعية، وحصل على دبلوم فيهما، ولم يوقفه عجزه الحركي عن إكتشاف موهبته في تحويل الأسلاك المعدنية إلى تحف فنية. "أشكر عائلة "عبد الناصر"، التي أحيتني من جديد، وزرعت فيّ روح الإبداع، والإنتاج، بعد مساعدتها لي في زرع حديد على مستوى رجلي"، يقول اللويزي في حواره مع "اليوم24″، قبل أن يضيف، "قيمة المرء فيما يصنعه، مقولة نصحني بها الفنان التشكيلي عبد الله دقاقة، الذي كان سببا في ما أنا عليه الأن بعد أن اكتشف موهبتي، والتي كانت هي الدافع لأنتج العديد من الإبداعات والمجسمات بالأسلاك المعدنية، وانتقل من عبد اللطيف الإنسان إلى الفنان". وأضاف الفنان العصامي، "كانت لدي الكثير من المعاناة، خصوصا في في غياب أي دعم مادي، أومعنوي من أي جهة، أو مؤسسة رسمية"، إذ كنت اشتغل في المنزل، أو الشارع، قبل أن تدعمني فرقة "دابا تياتر" للإبداع والمسرح، وتمنحني فضاءً لإنجاز أعمالي. وزاد اللويزي: "بخصوص الأسلاك، التي أستعملها في إبداعاتي الفنية، فإنها من بقايا، ومخلفات السلك المعدني، الذي يتبقى من بعض الشاحنات، التي تشتغل في تصديره إلى مجموعة من المدن المغربية، أحصل عليه من دون أي مقابل مادي". وعن تكوينه الأكاديمي، قال عبد اللطيف: "أنا لا أومن بالمعهد أو المدارس، فأي شخص في الكون له موهبة، إلا أنه لابد أن يبحث عنها، ويطورها، ويصقلها، من أجل وصوله إلى المبتغى.."، مضيفا: ".. حلمي أن أمد يدي لأي شخص لديه عجز حركي أو إعاقة، لمساعدته، وتكوينه، وتحفيزه على ممارسة الإبداع، خصوصا أن نظرة المجتمع إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، نظرة إحباط، وتشاؤم".