تناولت وسائل الاعلام الإيطالية المرئية والمسموعة والمكتوبة، على نطاق واسع في اليومين الأخيرين قصة مهاجر مغربي تم تسريحه من عمله بعدما اقتنت الشركة التي اشتغل بها لسنين "ماكينة" حلت مكانه. وتداول الاعلام الرسالة المؤثرة التي بعثها المغربي الذي يدعى الحبيب أوسمو، إلى الشركة عمل فيها لمدة ثلاثون سنة بيدٍ واحدة فقط، والتي حكى فيها عن ظروفه الاجتماعية وعن كون الجوع أصبح يتهدده هو وأبناؤه رغم التضحيات التي قام بها لعشرات السنين. واستغرب أوسمو طرده دون وجه حق رغم أن سنيناً قليلةً فقط تفصله على تقاعده، وتحدث في رسالته وبحرقةٍ عن التشرد الذي ينتظره أمام استحالة إيجاد رب عمل جديد سيقبله في هذا السن، وبعاهته. وتوصل الستيني برسالة إقالة من شركة "griefe srl" ، التي قضى بها نصف حياته، ورغم دخول مجموعة من النقابات على الخط في هذه القضية، إلا أن مُشغله رفض إعادته لعمله. وفي تصريحات لجريدة "لاريبوبليكا" الواسعة الانتشار، برر مسؤولو الشركة الإيطالية طردهم للعامل المغربي بكونها لم تجد مكاناً شاغراً يتماشى ووضعه الصحي بسبب عاهته، لذلك قامت بإقالته. وأثارت حالة المواطن المغربي، البالغ من العمر 61 سنة، تعاطفاً كبيراً على صعيد كل إيطاليا، وقال في تصريحات لإحدى الجرائد المحلية بمكان إقامته بميلصو ضواحي ميلانو، أن هاتفه ظل يرن طيلة نهار أمس، وتلقى مكالمات من عدة أشخاص يعلنون دعمه ووقوفهم إلى جانبه. وظل المغربي مدة 30 سنة يشتغل بيده اليسرى يضع بها أغطية على حاويات حديدية تنتجها الشركة التي يعمل بها، بعدما بترت أصابع يده اليمنى في حادثة شعل، على بعد سنة واحدة من بدئه الاشتغال بنفس الشركة، التي اعتبرها في رسالته بمثابة منزله الثاني. وعرفت قصة المهاجر المغربي تداولاً واسعاً أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ويأمل في أن يساهم هذا الضغط الاعلامي، في إعادته لعمله، أو إيجاد حل بديل لمحنته.