عبدالعزيز أفتاتي: عضو المجلس الوطني للبيجيدي مواقف وزراء البيجيدي انتحارية كيف تقرأ تراجع العثماني عن موقفه تجاه حملة المقاطعة؟ اعتذار العثماني يحسب له، فهو مبادرة حسنة تعبر عن تفاعل محمود وإيجابي. اليوم، هناك تفاعل كبير وواسع داخل شبكات التواصل الاجتماعي، ولا يمكن للمسؤولين سوى التفاعل معه من خلال إجراءات عملية أو الانتباه إليه جيدا واستباقه بمخرجات مفيدة قبل فوات الأوان، ولم أكن أرى خيارا للتعامل مع حملة المقاطعة سوى الاستجابة لصوت الشعب أو وضع المفاتيح وتقديم الاستقالة، وأسجل هنا أن المواطنين لما احتجوا ساءلوا الحكومة، أيضا، عمن أقبر مجلس المنافسة وجمد عمله، وعطل عمل هذه المؤسسة الدستورية. للأسف، اكتشفنا ألا منافسة شريفة في السوق، ولكن هناك تواطؤا واحتكارا واقتساما للغنيمة بين فئة ضيقة كيف تفسر موقف وزراء الحزب من الحملة؟ أعتبر موقفهم خاطئا وانتحاريا وليس له موجب بالمرة، ولا علاقة له أيضا بموقف الحزب، في مقابل ذلك، اتضح أن ما كان يرتب ويطبخ لفائدة الدولة العميقة بإعداد أذرعها ذهب أدراج الرياح، وتبخر دور أولئك الذين قبلوا بالسخرة للدولة العميقة بفعل سلطة الرأي العام، الذي أخطأت الحكومة عندما واجهتها، لأن الشعب من وضع وزراء الحزب في منصب المسؤولية، فإما أن يستجيبوا لانتظاراته، وإما أن يحيطوه علما بتفاصيل المعيقات والعراقيل التي تعتري عملهم، وفي جميع الأحوال، يبقى الموقف الرسمي للحزب هو اعتذار الأمين العام سعد الدين العثماني، الذي سجل موقفا آخر خلال إشادته بعدد من النواب البرلمانيين الذين أشرفوا على إنجاز تقرير المحروقات، رغم أن ذلك كان بفعل ضغط الشعب، لكنه يبقى غير كاف، وأضيف هنا أنه لا يمكن لأي جهة أن تبتزنا كما فعلت شركة سنطرال، هذه الشركة التي ظلت «تحلب» المغاربة لعقود، لذا وجب على الحكومة التصدي لها عوض الدفاع عنها ما الدرس المستفاد من حملة المقاطعة؟ حملة المقاطعة تؤكد كلامي السابق بأنه يصعب على أي جهة أن تعيدنا إلى الخلف، لأن منسوب الوعي والالتزام بالدفاع عن القضايا المجتمعية بات مرتفعا اليوم، وقد تعزز بتنامي ثقافة الحوار وتغير أنماط الاحتجاج من لدن المواطنين، وللأسف، هذا لم يفهمه عدد من السياسيين المستعملين من قبل الدولة العميقة، بل إن من تصدى للدولة العميقة ليس حزب العدالة والتنمية، لكنه الشعب، هو من سفه أذرعها، التي لم تستوعب الدرس، أمثال البؤس «البامجي» و»ملك المحروقات».