لأول مرة، وبعد 7 سنوات من مقتله و11 سنة من أحداث 11 شتنبر، خرجت علياء غانم، والدة أسامة بن لادن، عن صمتها لتكشف، من خلال لقاء صحافي مع صحيفة "الغاردين" البريطانية، عنتفاصيل غير معروفة في حياة زعيم تنظيم "القاعدة" السابق منذ طفولته، وحتى آخر مرة التقته في عام 1999. وقالت غانم لمراسل صحيفة "الغارديان" البريطانية في منطقة الشرق الأوسط مارتن شولوف، إن أسامة بن لادن، وهو ابنها الأكبر، كان طفلا خجولا ومتفوقا في دراسته. كما أشارت إلى أنه في العشرينات من عمره أصبح له شخصية قوية، وذلك أثناء دراسته للاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة، وحيث أصبح متطرفا أيضا. وتابعت الأم، خلال الحوار الذي أجري في منزل العائلة في جدة بحضور شقيقيه أحمد وحسن: "لقد غيره الناس في الجامعة. أصبح رجلا مختلفا"، موضحة أن أحد الرجال الذين قابلهم هناك هو عبد الله عزام، وهو عضو في جماعة "الإخوان المسلمين" الذي نُفي لاحقا من المملكة العربية السعودية وأصبح مستشارا روحيا له. وأضافت: "لقد كان طفلا جيدا إلى أن التقى ببعض الأشخاص الذين غسلوا دماغه في أوائل العشرينات من عمره. كنت أقول له دائما أن يبتعد عنهم، ولن يعترف لي أبدا بما كان يفعله، لأنه كان يحبني كثيرا". وأشارت الأم السبعينية – التي أمضت طفولتها في مدينة اللاذقية بسوريا، ثم انتقلت للعيش بالمملكة العربية السعودية مع منتصف الخمسينيات – إلى أن ابنها أنفق كل أمواله بأفغانستان، مؤكدة أنه كان يتخذ من اسم الأسرة ستاراً لأعماله. وقالت إن أفراد الأسرة تقابلوا مع أسامة بن لادن لآخر مرة في 1999، حين قاموا بزيارته في أفغانستان، حيث كان يقيم خارج قندهار. يذكر أن السيدة عالية غانم حصلت على الطلاق من والد أسامة في عام 1960، أي بعد 3 سنوات من مولد أسامة، وتزوجت فيما بعد من رجل الأعمال محمد العطاس. وقالت والدة بن لادن، إنها عانت الشيء الكثير بسبب ابتعاد ابنها الذي ضل الطريق بحسب قولها لكنها "ما زالت تحبه حتى اليوم بغريزة الأم". وقالت إن أسامة كان طفلا خجولا، وحين بلغ مرحلة الشباب بدا إنسانا قويا ومجدا في تحصيله العلمي، قبل أن يتعرض لغسيل دماع. وتقول الأم إن القيادي السابق في جماعة الإخوان، عبد الله عزام، كان من بين من التقوا بن لادن فأثروا عليه بصورة سيئة وجعلوه يسلك مسار الإرهاب والدم، وأضافت أنها طلبت منه دائما أن يبقى بعيدا عنهم، لكنه لم يكن يخبرها بما يفعل لأنه كان يحب والدته. من جانبه، قال حسن، شقيقه الأصغر، إنه "في أوائل الثمانينيات سافر أسامة إلى أفغانستان لمحاربة الاحتلال الروسي. وكل من قابله في الأيام الأولى احترمه كثيرا. في البداية ، كنا فخورين به. حتى الحكومة السعودية كانت ستعامله بطريقة نبيلة ومحترمة، إلى أن جاء أسامة المجاهد". وتابع: "أنا فخور به جدا بمعنى أنه كان أخي الأكبر. لقد علمني الكثير. لكنني لا أعتقد أنني فخور به كرجل. فقد وصل إلى النجومية على المسرح العالمي، وكان كل شيء من أجل لا شيء". وذكر أفراد العائلة أنهم رأوا أسامة آخر مرة في أفغانستان عام 1999، وهو العام الذي زاروه فيه مرتين في قاعدته خارج مدينة قندهار. وأضافت الأم "كان سعيدا جدا لاستقبالنا". وقال أشقاء أسامة إنه "من المهم أن نتذكر أن الأم نادرا ما تكون شاهدا موضوعيا". إذ أوضح أحمد: "لقد مرت 17 سنة على أحداث 11 سبتمبر ولا تزال تنكر ما يقال عن أسامة. لقد أحبته كثيرا ورفضت إلقاء اللوم عليه. بدلا من ذلك ، تلوم من حوله. إنها تعرف فقط جانب الصبي الجيد، الجانب الذي رأيناه جميعا. لم تتعرف أبدا على الجانب الجهادي".