تمكنت فرق الإنقاذ الشعبية بقرية "الكنيس" في ولاية نهر النيل شمال السودان من إخراج جثامين 19 طالباً وطالبة حتى الآن، من أصل 23 طالباً تعرضوا للغرق ومعهم معلمتهم، بعدما انقلب بهم قارب صغير كانوا يستقلونه من قريتهم إلى الضفة الأخرى من مياه النيل للذهاب إلى المدرسة. وحدثت واقعة الغرق الأربعاء الماضي حينما علق جذع شجرة يحملها التيار القوي لمياه النيل في محرك القارب، في وقت كانت تتساقط فيه الأمطار بغزارة على أجزاء واسعة من السودان؛ لتتحول القرية الصغيرة الواقعة في محلية البحيرة إلى سرادق عزاء، حيث لم يعد هناك منزل إلا وفقد أهله طفلاً أو طفلين. ويحكي أحد أعضاء فرقة الإنقاذ الشعبية أنهم انتشلوا جسداً صغيراً لفتاة مغطى بالطين وملفوفاً بقطعة من الكتان، وقبل أن يفتحوا وجهها صرخ والدها الذي كان يقف بجانبهم قائلاً: "الله أكبر هذه فاطمة". ووالد هذه الفتاة يدعى "عمر سليمان" وقد فقد 5 من بناته في حادث الغرق، وهن "جواهر وريم وتوسل وفاطمة وريهام"، ويحكي سليمان أنه اعتاد الذهاب يومياً مع بناته إلى شاطئ النيل ليعبرن إلى الضفة الأخرى، غير أنه لم يتمكن من مرافقتهن يوم الحادث، لكونه غرق في النوم بعد صلاة الفجر، على غير عادته. وقال إنه رأى أثناء نومه أن طاولة عليها كؤوس زجاجية انهارت فجأة فوقعت الكؤوس على الأرض وتكسرت، وحينما استيقظ فجعاً علم بعدها مباشرة بغرق بناته من صراخ زوجته.
