بعد احتجاجات ساخنة على مدى ستة أيام متواصلة، والتي أعقبت عودة التلاميذ من العطلة البينية الأولى، بسبب رفضهم التوقيت الجديد الذي حددته وزارة التربية الوطنية، تماشيا مع قرار تثبيت حكومة سعد الدين العثماني للتوقيت الصيفي،عاد يوم أمس الثلاثاء الهدوء والحذر إلى مختلف المؤسسات التعليمية بجهة فاس- مكناس، حيث استعادت حجرات الدرس حيويتها، بعد أن نجحت بحسب ما كشفته مصادر قريبة من الموضوع، تدخلات جمعيات الآباء في إقناع أبنائهم بمغادرة الشوارع والرجوع إلى مؤسساتهم التعليمية، بعد أن لاحظوا دخول عناصر غريبة أغلبهم من الجانحين وأصحاب السوابق للركوب على أشكالهم الاحتجاجية لأغراض أخرى، فيما ربطت مصادر أخرى الأمر بتجاوب غالبية التلاميذ مع الصيغتين المناسبتين لحصتي الصباح والمساء، كانت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس- مكناس، وصلت إليها بتنسيق مع أعضاء التنسيقية الجهوية للفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، فيما واكب هذا الهدوء إنزال أمني غير مسبوق نفذته القوات العمومية بمدينتي فاسومكناس، واللتين عاشتا على مدى أسبوع احتجاجات قوية لتلامذتهما. يوم أول أمس الاثنين، والذي كان الأعنف في احتجاجات التلاميذ، عرف وسط تصاعد نبرة تبادل الاتهامات ما بين السلطات العمومية والتلاميذ الغاضبين على التوقيت الجديد، الخروج الإعلامي المثير لولاية أن مكناس في بلاغ تنفي فيه ما وصفته “بالإدعاءات” الواردة في مقطع فيديو نشر على نطاق واسع بمنصات مواقع التواصل الاجتماعي، يتهم القوات العمومية بتسببها في إصابة تلميذة بجروح على مستوى الرأس عقب تدخل أمني عنيف لتفريق مسيرة احتجاجية للتلاميذ بمدينة مكناس. وأوضح بلاغ ولاية أمن مكناس، توصلت “أخبار اليوم” بنسخة منه، بأنها وعقب انتشار مقطع الفيديو والذي نشر الغضب وأجج احتجاجات التلاميذ داخل مكناس وخارجها، سارعت ولاية الأمن إلى فتح بحث في الموضوع بحي الزيتون القريب من كلية العلوم بجامعة المولى إسماعيل، والتابع لنفوذ الدائرة السابعة للأمن، أسفر عن الوصول إلى التلميذة التي تظهر في الشريط والدماء تنزف من رأسها، حيث استمعوا لها معية اثنين من زملائها أصيبوا هم كذلك بجروح على مستوى الكتف والوجه، يورد بلاغ ولاية أمن مكناس. وأردف ذات البلاغ الأمني، بأن الأبحاث أظهرت بأن التلاميذ الثلاث تعرضوا للرشق بالحجارة من قبل مجهولين لاذوا بالفرار، حيث تواصل مصالحها إجراءات تشخيص هويات الفاعلين والذين تسببوا للتلميذة واثنين من زملائها بجروح، جرى الترويج لها بأنها ناتجة عن تدخل أمني عنيف ضد مسيرة احتجاجية للتلاميذ بحي الزيتون بمكناس، تقول توضيحات مصالح الأمن بالعاصمة الإسماعيلية . مقطع الفيديو الذي نشر على نطاق واسع يوم أول أمس الاثنين، وتابعه عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي موازاة يوم ساخن من احتجاجات التلاميذ ضد ساعة حكومة العثماني، كما يصفها المحتجون، (الفيديو) تسبب في استنفار مصالح أمن مكناس لفك لغزه، ورد التهم الموجهة لعناصرها، حيث تظهر في الفيديو تلميذة تتابع دراستها بإحدى المؤسسات الإعدادية بحي الزيتون، والدماء تنزف من جرح غائر برأسها، فيما تحلق حولها عدد من زملائها بحسب ما يظهر في الشريط المنشور، وهم يصرخون “شفتي السي العثماني، شفتي السي أمزازي، ساعتكم اللعينة فين وصلاتنا، شوفو البنت راسها تفرشخ”، فيما سارعت صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي إلى تعميم الفيديو والذي حقق متابعة كبيرة، أغضبت مصالح أمن مكناس بسبب اتهام عناصرها بالتسبب في جرح المحتجين الثلاث من تلامذة مكناس، مما دفعها للرد على الفيديو نافية ما تم الترويج له.