بعد القرارين اللذان أصدرتهما هيأة التحكيم الجهوية، والقاضيين بطرد العضو بمجلس المدينة عبد الرحمان بلج من صفوف الحزب، وتوقيف نائب الكاتب الإقليمي نورالدين محرر العضو أيضا بمجلس المدينة والمجلس الاقليمي من أي نشاط حزبي لمدة سنة كاملة، قررت الهيأة، أخيرا، بعد الإحالة التي تقدمت بها الكتابة الإقليمية ضد الكاتب المحلي لمحلية سيدي زيان، رشيد الهيلالي، بتبرئة الأخير مما وجه إليه من قبل الكتابة الإقليمية، والمتعلقة بالتوقيع مكان عضو آخر في الحزب على طلب الاستقالة الذي كان فريق المصباح ينوي إدراجه في دورة أكتوبر لمطالبة رئيس مجلس وجدة بالاستقالة. كما قررت الهيأة، أيضا، توجيه إنذار إلى عضو آخر بالحزب هو عبد الصمد الإشارة، الذي أحالته أيضا الكتابة الاقليمية على هيأة التحكيم الجهوية، بسبب تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. وكان الطلب الذي حاول فريق المصباح ضمان تقديمه في دورة أكتوبر، لدفع رئيس مجلس المدينة إلى الاستقالة وفق ما ينص عليه القانون التنظيمي للجماعات، قد أثار جدلا كبيرا وسط فريق العدالة والتنمية، انتهى بمشادات كلامية أدت إلى إحالة عضوين على هيأة التحكيم الجهوية. كما أن الكتابة الجهوية للحزب بالشرق، قررت حل الكتابة المحلية لوجدة التي تشكلت أخيرا، بعدما قررت الكتابة الاقليمية العودة إلى نظام الكتابة المحلية الواحدة بدل 4 كتابات محلية بمدينة وجدة. وكانت الأمانة العامة للحزب قد وافقت على اعتماد كتابة محلية واحدة في مدينة وجدة، حيث أكدت في قرارها الذي جاء بعد اجتماعها يوم 2 غشت، أنه “لا ترى مانعا من العودة للتقسيم المذكور شريطة التشاور مع الكتابات المحلية القائمة، كما هو منصوص عليه في المادة المذكورة آنفا”، وهو الأمر الذي تقول الكتابة المحلية لسيدي زيان إنه لم يتم وتقدم عدد من أعضائها بطعون للكتابة الجهوية التي أصدرت في النهاية قرارا بحل الكتابة المحلية التي تشكلت. ووفق أعضاء داخل الحزب، فحالة التشنج التي يعرفها الحزب، ليست وليدة اليوم، وإنما واقعة تقديم الطلب ساهمت في تأجيج الوضع أكثر، خاصة بعد فشل الفريق في ضمان النصاب المطلوب قانونيا لتقديم هذا الطلب. وكان الحزب قد شهد في وقت سابق صراعا ظهر إلى العلن، بين الكتابة الجهوية والكتابة الإقليمية للحزب، وهو ما هدد بتفجر الحزب. وفق المصادر ذاتها، فإن حالة الاحتقان التي يشهدها الحزب، على المستوى المحلي، قد تدفع بالأمانة العامة إلى اتخاذ قرار بحل تنظيمات الحزب على المستوى المحلي، قبل الانتخابات المقبلة، وإعادة ترتيب الأوراق على المستوى المحلي، ليضمن الحزب حضوره في المدينة ومكانته الانتخابية، خاصة وأن أمامه رهان المحافظة على المقعدين البرلمانيين اللذين حصل عليهما في الانتخابات التشريعية الأخيرة.