لقاء لا يمكن أن تصفه إلا بالكبير، والممتع المفيد حد الدهشة، ذلك هو اللقاء، الذي جمع المخرج المكسيكي “غييرمو ديل تورو”، بجمهور المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، زوال يوم الاثنين الماضي في قاعة السفراء، التي امتلأت عن آخرها بمن أبهرتهم أعمال هذا الفنان، “خيار مهرجان مراكش الفريد لهذا العام”، إلى جانب خيار “روبيرت دينيرو”. مبدع “شكل الماء”، و”متاهات بان”، قال في هذا اللقاء ضمن فقرة “محادثة مع”، التي استحدثها المهرجان بدل فقرة مماثلة تحمل عنوان “ماستر كلاس”، (قال) إن كل شيء يتمحور حول اللمسة الروحانية.. نحن مخلوقات روحانية بالدرجة الأولى، لكننا ننسى ذلك ونغرق في المظهر. وسجل “غييرمو ديل تورو” إيمانه، في المحادثة نفسها، بأن الحقيقة الوحيدة، والمؤكدة في هذه الحياة هي الموت، وهذا ما يمنح حياتنا قيمتها ! ومن أبرز ما قاله “غييرمو ديل تورو” حول عالم الفن، في محادثة استغرقت ما يقارب ساعة ونصف الساعة، دون أن يشعر فيها الحاضرون بلحظة ملل، قال: “هناك أمران في عالم الفن لا يثق الكثيرون فيهما: المشاعر، والخيال، في حين أنهما يمثلان مصدر إنسانيتنا”. “أكبر برهان على الحب هو النظر إلى الآخر. وأجمل هدية يمكن أن تقدم لك هي أن ينظر إليك كما أنت”. “غييرمو” الذي ما فتئ يكرر أن ما عاشه في حياته طفلا هو ما يحدد أكثر ما هو عليه اليوم، تحدث عن المغرب، فقال: “أشعر في صميم كياني برابط خاص يربطني بالمغرب، أحس أنني في بيتي من خلال الأشخاص، الذين يحيطون بي، والطاقة التي أشعر بها، وما أراه من صناعة تقليدية”. ووجه “غييرمو” نصيحة إلى الشباب المغاربة، الذين يرغبون في ممارسة السينما، بعد طرح سؤال من شاب مغربي في الموضوع، وهو السؤال، الذي ما كان ليطرح لولا تدخل المخرج المكسيكي في عملية التنظيم، ومطالبة المنظمين بالسماح للشباب بطرح الأسئلة. ونصيحة “غييرمو” للشباب كانت كالآتي: “ليكن لكم جواز سفر وجذور. ولا يهم الخطاب الذي توجهونه للعالم، أو المكان، الذي تتحدثون منه، المهم هو أن تحملوا المغرب معكم أينما ذهبتم!”. فهل ترى هؤلاء الشباب لحكمة مبدع ينصتون، ومعهم من لم يفهم بعد قيمة أن تعي قيمة هويتك، وتعتز بها فعلا لا قولا !