أياما بعد محادثات جنيف حول الصحراء المغربية، والتي دعت إليها الأممالمتحدة كلا من المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة “البوليساريو” الانفصالية، بداية شهر دجنبر الجاري، مثل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أمام أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب، اليوم الخميس، لتوضيح تفاصيل المشاركة المغربية في جنيف. وقال بوريطة، في عرضه أمام البرلمانيين، اليوم الخميس، إن المغرب يأمل أن تستفيد الأممالمتحدة، في إطار الدينامية الجديدة، من دروس وتجارب الماضي، وتتفادى المعيقات والنواقص التي شابت “مسار منهاست”. واعتبر رئيس الدبلوماسية المغربية، أن لقاء جنيف كان مختلفا عن اللقاءات السابقة، بحيث حضرت، ولأول مرة، كل الأطراف المعنية، وشاركت في كل النقط المُدرجة في جدول الأعمال، على خلاف ما كان يجري في الاجتماعات السابقة، وكانت المرجعية المؤطرة للقاء هي القرار رقم 2440، الذي يُؤكد على أن الهدف من هذا اللقاء هو “التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي قائم على التوافق”. ورغم إشادته بالمباحثات الأخيرة، إلا أن بوريطة عبر عن موقف المغرب الذي يشدد على أن الروح البناءة شيء جيد وإيجابي، لكنها لا تكفي، مطالبا بضرورة توفر إرادة حقيقية للوصول إلى حل،و معتبرا أن الروح التي سادت أعمال المائدة المستديرة الأولى هي مصدر تفاؤل، لكن التساؤل حول مدى استعداد الأطراف الأخرى لترجمتها إلى إرادة حقيقية في الاجتماعات المقبلة يبقى مطروحا. كما أكد بوريطة، أمام النواب، على أن المغرب يرى في المائدة المستديرة امتحانا واختبا بشأن وجود فعلي لإرادة حقيقية لإيجاد حل للملف، منبها إلى أنه، في غياب رغبة حقيقية لدى الأطراف الأخرى، فإن ذلك يعتبر مضيعة لوقت المجتمع الدولي.