على بعد 20 كلم جنوبإقليمالجديدة يقع دوار شخالبة، التابع لجماعة مولاي عبدلله القروية بإقليمالجديدة. في هذا الدوار يجاور السكان مصانع الفوسفاط التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط بمنطقة الجرف الأصفر، بيد أنهم أصبحوا يدفعون ثمن هذه الثروات غاليا، بحسب شهادات استقتها “اليوم24”. السكان يعتبرون أنفسهم محاصرين بمحطات صناعية ضخمة تضع حياتهم أمام خطر حقيقي يتربص بهم وبأطفالهم، الذين يضطرون لسلك طريق محفوفة بالمخاطر وهم يتوجهون إلى المدرسة، بالإضافة إلى انتشار أمراض الربو والحساسية وظهور بقع سوداء داكنة على أجساد بعض أطفال المنطقة نتيجة التلوث كما عاينت ذلك “اليوم24″، ما جعل السكان يلقون باللائمة في انتشار هكذا أمراض على التلوث الصناعي المحيط بهم، وعلى الأسلاك الكهربائية عالية الضغط التي تحيط بدوارهم من كل جهة. “من يملك الإمكانيات نجا بجلده ورحل عن الدوار، ومن لا حول له ولا قوة، فهو باق ينتظر حلا ينتشله من هذا المستنقع الذي يقتلنا ببطء”، تقول إحدى الشهادات ل”اليوم24″، مردفة أنه جرى التواصل مرارا مع منتخبي المنطقة ومع الجماعة والدائرة لإيجاد حل لهم وترحيلهم في أقرب وقت، بيد أنهم لم يتوصلوا بأي رد لحدود الساعة، وكل ما تلقوه مجرد وعود لم تجد طريقها بعد نحو التطبيق والتنزيل على أرض الواقع. وأبرز السكان أن كل مطالبهم هي تعويضهم عن أراضيهم بأثمنة محترمة والوفاء بالوعود التي قدمت لهم عبر استفادتهم من بقع أرضية تخول لهم العيش الكريم، في ظل اتهام عدد منهم للمكتب الشريف للفوسفاط بالاستيلاء على أراضيهم بأثمنة بخسة، كما ورد على لسان إحدى الشهادات. وفي هذا الصدد، أكد السكان الذين حاورتهم “اليوم24” أنه في إحدى المرات تعرضت إحدى السواقي الصناعيىة للفيضان، أعقب ذلك زيارة عدد من مسؤولي المكتب الشريف للفوسفاط إلى جانب منتخبي الجماعة، لكن دون حلحلة المشكل لحدود الساعة. وبالرغم من أن المنطقة غنية بثرواتها ومجاورة لأحياء صناعية، بيد أن شباب المنطقة يعاني التهميش ولم يستفد كما يجب من فرص شغل، يقول عدد من الشباب. حتى الثروة البحرية التي كانوا يستفيدون منها حرموا منها اليوم، نتيجة تلوث المناطق البحرية المجاورة لدوارهم بمخلفات صناعية، كما ورد على لسانهم، وهو ما عاينته “اليوم24”. هذا، ويستنجد السكان بمسؤولي المنطقة لإيجاد حل عاجل لمعاناتهم ووقف نزيف موتهم البطيء بتعجيل ترحيلهم إلى مناطق آمنة، وتعويضهم عن الأراضي المشمولة بنزع الملكية، وتنزيل الاتفاقية الموقعة بين الجماعة القروية مولاي عبدالله والمكتب الشريف للفوسفاط والمتضمنة لعدد من البنود. يُذكر أن “اليوم24” ستنشر خلال الأيام المقبلة ربورتاجا يرصد الموضوع بالتفصيل، مع إيراد وجهات نظر الأطراف المعنية.