قال المستشار البرلماني، علي العسري، إن توفيق بوعشرين يدفع ضريبة جرأته وخطه التحريري. كيف تعرفت إلى توفيق بوعشرين؟ رغم أني زامنته في جامعة ظهر المهراز بفاس، لا أتذكره من تلك المرحلة، لكني واكبت تجربته الصحافية منذ بدايتها أواخر التسعينيات مع إحدى الأسبوعيات المتميزة في تلك الفترة، وضمن طاقم كان أيضا سباقا في الصحافة غير المتحزبة، لكني حقيقة رغم أني كنت وفيا لتلك الأسبوعية، قلما كنت أقرأ مقاله الأسبوعي، إلى أن سطع نجمه مع جريدة المساء، فأصبح له أسلوبه الخاص والفريد بتحليله العميق والموضوعي، وابتعاده عن المجاملة أو التحامل المجانيين، ولكن بنفس ديمقراطي جلي. كيف تجد تجربته الصحافية؟ أعتقد أن تميز تجربته وأسلوبه وخطه التحريري لا يختلف فيه اثنان، بل هو سبب كثرة الخصومة التي واجهته في زمن طغت فيه الرداءة والكتابة تحت الطلب، وبالتالي كان حقيقة شمعة مضيئة في وسط مظلم، وكان بلسما في جسم إعلامي مثخن بعاهات وتشوهات لا حصر لها. كيف تنظر إلى اعتقاله والحكم الابتدائي الصادر في حقه؟ كما كان صحافيا غير عادي، ما وقع له كان ليس عاديا أيضا، وبغض النظر عن صحة ما اتهم به جزئيا أو كليا، فإني أعتقد جازما أنه يدفع ضريبة جرأته وخطه التحريري، وأعتبر الحكم كان قاسيا للغاية، وأتطلع لتصحيحه في مراحل التقاضي اللاحقة، ويبقى غياب قلمه وزاويته وافتتاحياته خسارة فادحة للفضاء الإعلامي والديمقراطي، في ظروف انتقال استثنائية يعيشها الوطن، وجود أمثاله أقلاما وأفكارا وتحليلا حاجة ماسة للتقويم والرصد والتصحيح والدفع إلى الأمام وتجنيب القهقرى للوراء، ورجائي أن يحد الله من محنته ومحنة أسرته، وأن يعود لمنبره ومحرابه الصحفي الذي افتقده بأسرع وقت ممكن..