كتبت صحيفة فاينانشل تايمز البريطانية تقريرا خاصا اختارت له عنوان “المغرب.. بوابة إفريقيا”، كما كتبت أيضا بالخط العريض “الجيران الجنوبيون يقدمون عروضاً غنية للنمو”، في إشارة إلى دول جنوب الصحراء، وشددت الصحيفة على أن المغرب بصدد بذل جهود في الاقتصاد والسياسة الجهوية الداخلية، كما عرّجت اليومية الاقتصادية على حقيقة أن جهة الدارالبيضاءسطات تقوم بعمل كبير في سبيل تعزيز جاذبية الدارالبيضاء على المستوى الإفريقي، خاصة أن القطب المالي للدار البيضاء يبقى اليوم مركزا للشركات الراغبة في الاستقرار في إفريقيا. وكتبت اليومية اللندنية بأن المغرب شهد فيما قبل تعثرا في النمو الاقتصادي، بعد الأزمة المالية التي هزت العالم في 2008، متناولة تجربة مجموعة ريشبوند التي تحولت إلى البحث عن استراتيجية ومخططات جديدة. فبحلول سنة 2012، قررت الشركة البحث عن فرص في الأسواق سريعة النمو في الدول الإفريقية جنوب الصحراء لتعويض الإيرادات المحدودة داخليا، وصرح رجل الأعمال كريم التازي، بأن المجموعة الصناعية كانت بحاجة إلى النمو والتنويع، لذلك تبقى أمامها خياران، إما الاستثمار في المغرب في مشاريع غير صناعية، أو الاستمرار في الخط الصناعي مع التوجه نحو أسواق خارج حدود المغرب الجغرافية، لذلك أمضى التازي سنة ونصف في زيارة دول جنوب الصحراء الكبرى، للعثور على شركات للشراء أو الدخول في شراكات مع المجموعة العائلية، الجهود لم تذهب أدراج الرياح حسب رجل الأعمال المغربي، ففي النهاية استقر عام 2014 على استثمار قدره 17 مليون دولار، لإنشاء مصنع خاص بالأسرة والفراش في الكوت ديفوار. وأضاف بأن التواجد القوي للبنوك المغربية في ساحل العاج كان أمرا مشجعا، دون إغفال حقيقة كون هذا البلد بوابة نحو دول غرب إفريقيا، زيادة على وجود رحلات جوية مباشرة تربط المغرب بالكوت ديفوار. وقالت الصحيفة المعروفة أيضا ب”إف تي”، إن البنوك المغربية وشركات التأمين والشركات المتخصصة في قطاع الاتصالات والتعدين والبناء، قامت بتحركات كبيرة في الدول الإفريقية، ولها اليوم حضور قوي في هذه الدول، ما جعل المغرب مصدرًا مهما للاستثمار الأجنبي المباشر في بعض المناطق في القارة السمراء. وتحدث تقرير الفاينانشل تايمز المفصل، عن التحركات القارية الكبيرة التي قام بها المجمع الشريف للفوسفاط، إذ بلغ إجمالي الاستثمارات المغربية في إفريقيا في هذا السياق، حوالي 10.2 مليار دولار بين عامي 2010 و2018، وهو الرقم الذي نقلته اليومية البريطانية عن إ فدي آي إنتيليجنس” التابعة بالمناسبة لمجموعة “فاينانشيال تايمز”.