بعد أيام من منع السلطات لمحاضرة كان يعتزم الداعية الكويتي، طارق السويدان، إلقاءها بمدينة مراكش، عاد عادل رفوش، رئيس مؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث والإبداع، ليقول إنه “لا يقبل تزييف الحقائق أو الإشاعة خلاف الواقع”، في أول تعليق له على خروج مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، بنفي خبر منع سلطات مدينة مراكش لمحاضرة طارق سويدان، وأن منعها بسبب خلافات داخل المؤسسة المنظمة. وأوضح رفوش في اتصال مع “أخبار اليوم”، “لا نقبل تزييف الحقائق لا من كبير أو صغير، نحن بصفتنا علماء المغرب وفقهائه نميل إلى التوافق والتفاهم، ونعتبر الحدث مرحلة مضت وانتهت، وليس لنا أي نية في خوض معركة، ونعتبر المنع خطأ نرجو ألا يتكرر مرة أخرى”. وأضاف رئيس مؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث، “أننا آثرنا أن لا نميل إلى مواجهة أي أحد، لكننا لا نقبل بالمغالطات”. وتابع المتحدث أن “كل الإجراءات كانت سليمة لتسلم التراخيص القانونية”، متسائلا عن “الأسباب الحقيقية لإلغاء محاضرة السويدان في آخر لحظة”، مشددا على أن “هذا مستوى ينبغي أن يتنزه عنه المسؤولون في مغربنا العظيم، مغرب الحقوق والحريات الذي ننشده، ودولة الحق والقانون التي نتعاون في بنائها”. وفي الوقت الذي قال فيه الرميد، إن النشاط ألغي بسبب خلافات داخل المؤسسة المنظمة، أكد رفوش “أن مؤسسته لا خلاف فيها”، مضيفا أن “بعض المغرضين أقحموا اعتذار بعض أعضائها الفضلاء عن الاستمرار لظروف تخصهم، فنحن لا نحجر على الناس في اختياراتهم، فلكل وجهة هو موليها، وقد كان ذلك منذ أزيد من سنة وليس جديداً، سائلين التوفيق للجميع”. وكشف رفوش في تصريحه للجريدة أن “المنع كان من السلطات في آخر اللحظات، وقد حاولت معهم طيلة ثلاث ساعات من الثالثة إلى السادسة رغم سلامة كل الإجراءات، بل جاء قائد المنطقة بقواته وشرع في جمع الكراسي بيده وهو يقول للجنة المنظمة بصريح العبارة: (النشاط ألغي ولا أستطيع ترككم تكملون التجهيزات حتى يأتيني الإذن من رؤسائي)، وكل الناس شاهدون على ذلك حتى موظفي البلدية والحضور الذي جاء مبكراً”. وأوضح رفوش أن “إشاعة خبر الخلافات والربط بينها وبين منع السلطات لمحاضرة السويدان، تريد منه بعض الجهات أن تصطاد في الماء العكر، وإعطاء انطباع عن كون هذا النشاط هو السبب، وليس الأمر كذلك، فالأمران منفصلان ومتباعدان، ونحن على كل حال نحمد الله إذ تمت إقامته في مكان آخر ونشكر كل من يسر أسبابه من قريب أو من بعيد”. وكانت مؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث والإبداع، نفت تعرض طارق سويدان، الداعية الكويتي، لأي منع من طرف سلطات مدينة مراكش، بسبب محاضرته المقررة في المدينة الحمراء. إلى ذلك كشفت المؤسسة في وقت سابق، أن محاضرة سويدان كانت مقررة في متحف حضارة الماء وتقدمت المؤسسة بطلب لإدارة المتحف، غير أن إدارة المتحف اعتذرت في 14 يناير بسبب عدم شغورها في اليوم المحدد، مضيفة أن إدارة المؤسسة قررت بعد ذلك تغيير مكان المحاضرة، ليتناسب مع الإقبال الكبير عليها. وفي هذا السياق، كشف رفوش أن مؤسسته تقدمت بطلب رسمي لتنظيم محاضرة سويدان بالفضاء الداخلي للقصر البلدي بمراكش، وحصلت على الترخيصات اللازمة للاستفادة من المكان من الساعة السادسة مساء إلى الساعة التاسعة ليلا، ودفعت كل الرسوم المطلوبة ومنها ثمن الحجز، إلا أنهم تفاجؤوا بجهات تقول نظموا النشاط، وأخرى تمنعهم من ذلك، قائلا: “لقد وقعنا في حيرة من أمرنا ولا ندري مع من نتكلم”. وشدد رفوش أن “تنظيم المحاضرات ليس حقا قانونيا للمؤسسة فقط، بل هو حق للمواطنين”، موضحا أنهم “قاموا بكل الإجراءات القانونية لتسلم التراخيص الضرورية، إلا أنهم تفاجؤوا بالمنع”.