استعدادا للجولة الثانية من “محادثات جنيف” حول الصحراء المغربية، التي يرتقب أن تنظم، قبل انتهاء الربع الأول من العام الجاري، بحضور كل من المغرب، و”البوليساريو”، والجزائر، وموريتانيا، ويخوض المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، “هورست كوهلر”، سلسلة لقاءات للإعداد للمحادثات. وكشفت مصادر أن “كوهلر”، سيلتقي كلا من المغرب، وانفصاليي “البوليساريو”، نهاية شهر فبراير الجاري، في العاصمة الألمانية برلين، للإعداد للدور الثاني من المحادثات. وفي الوقت الذي يرفض فيه المغرب الجلوس إلى طاولة واحدة مع انفصاليي “البوليساريو”، إلا بحضور كل الأطراف المعنية بالقضية، والجزائر، وموريتانيا، ينتظر أن يجتمع “كوهلر” مع المغرب، و”البوليساريو” في برلين، في لقاءات منفردة. يذكر أن المغرب عبر بعد الجولة الأولى من “محادثات جنيف” عن أمله في أن تستفيد الأممالمتحدة، في إطار الدينامية الجديدة، من دروس، وتجارب الماضي، وتتفادى المعيقات، والنواقص، التي شابت "مسار منهاست". واعتبر المغرب أن لقاء جنيف كان مختلفا عن اللقاءات السابقة، حيث حضرت، ولأول مرة، كل الأطراف المعنية، وشاركت في كل النقط المُدرجة في جدول الأعمال، على خلاف ما كان يجري في الاجتماعات السابقة، وكانت المرجعية المؤطرة للقاء هي القرار رقم 2440، الذي يُؤكد أن الهدف من هذا اللقاء هو "التوصل إلى حل سياسي واقعي، وعملي قائم على التوافق". وعلى الرغم من إشادته بالمباحثات الأخيرة، إلا أن المغرب يشدد على أن الروح البناءة شيء جيد، وإيجابي، لكنها لا تكفي، مطالبا بضرورة توفر إرادة حقيقية لدى الأطراف الأخرى، لترجمتها إلى إرادة حقيقية في الاجتماعات المقبلة.
