ينتاب ساكنة مجمع سكنية وتجزئات حديثة في مدينة طنجة غليان كبير، بعدما تناهى إلى علمهم إلغاء مشروع بناء مسجد وحديقة خضراء للقرب فوق أرض تابعة للأملاك المخزنية، وتفويت وعائها العقاري إلى مستثمر في ظروف غامضة، وذلك خلال الأيام الأخيرة قبل مغادرة الوالي محمد اليعقوبي إلى العاصمة الرباط. وتلقى ساكنة تجزئة الخير والأحياء المجاورة بمنطقة الدائرة الحضرية بوخالف، صدمة كبيرة، خيبت آمالهم في بناء مكان للعبادة قريب منهم، وتهيئة فضاء أخضر كمتنفس طبيعي للأطفال، بعدما تفاجؤوا خلال الأسبوع الماضي، بقدوم المصالح المخول لها بإنجاز التحديد الطبوغرافي للأرض، قامت بإجراء مسح ميداني لقياس مساحتها، ورسم حدودها العقارية، وتحديد زواياها، لفائدة شركة عقارية. وأفادت مصادر من جمعية أهل الخير، في اتصال هاتفي مع “أخبار اليوم”، أن مجهودات ساكنة تجزئة “الخير2″، و”بدر”، و”عبد المالك”، والمجمعات السكنية المجاورة لها، منذ سنة 2013، والتي توجت بموافقة الوالي السابق محمد اليعقوبي، على طلباتها المكتوبة والمراسلات المتكررة، المتعلقة بطلب تشييد مسجد وحديقة خضراء، تبخرت آمالها مع مخطط تغيير طبيعة الوعاء العقاري. وتقع القطعة الأرضية ذات السند العقاري T F 5815/G، وفق التصاميم المرخصة، على مساحة 3 آلاف متر مربع، في موقع يسيل لعاب رجال المال والأعمال، نظرا لتواجدها في مكان ذي قيمة عقارية مرتفعة، حيث تتمتع بواجهتين مفتوحتين ناحية المدينة الرياضية. وأوضحت مصادرنا، أن رئيس الدائرة الحضرية بوخالف، زفهم بشرى موافقة الوالي السابق محمد اليعقوبي، وإعطائه موافقته للمشروع ذي النفع العام، كما هو موثق أيضا في مراسلة تم إيداعها لدى مكتب الضبط بولاية جهة طنجة، بتاريخ 7 نونبر 2014، وأنه بحسب المراسلة لم يتبق سوى إجراءات إدارية لدى المصالح المختصة، وإيجاد ممولين لإنجاز المشروع وتهيئته ليخرج إلى حيز الوجود. وعلى إثر ذلك، شرعت جمعية أهل الخير الممثلة لساكنة المنطقة، في جمع الوثائق اللازمة، وأودعت ملفا متكاملا لدى قائد الملحقة الإدارية، يتضمن تصميما طبوغرافيا، ونسخة من الدليل البياني للقطعة الأرضية، كما تمكنوا أيضا من إيجاد ممول للمشروع، حيث سلموا لمصالح مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية، نسخة من تعهد مكتوب لأحد المحسنين الذي وقع على موافقته تحمل جميع مصاريف بناء مسجد محاط بحديقة خضراء، كما تكلف أيضا بفراش أرضيته. غير أنه في أواخر السنة المنصرمة، وقبيل أيام قليلة من فترة الوالي محمد اليعقوبي، تلقوا خبرا صادما من رئيس قسم التعمير بالولاية، يخبرهم بأن نتائج الدراسة التقنية أظهرت أن القطعة الأرضية “غير لائقة لبناء المسجد”، ليتبين فيما بأن القطعة الأرضية التابعة للأملاك المخزنية، تم تفويتها إلى منعش عقاري لإقامة مجمع سكني على أنقاضها، ليتبخر معه حلم طال انتظاره، ومعه إنهاء معاناة تنقل الساكنة إلى الأحياء المجاورة للوصول إلى أقرب مسجد، حسب قولهم.