بعد أشهر من إثارة القضية، عادت العاملات المغربيات اللواتي تعرضن للتحرش في حقول هويلبا الإسبانية للخروج من أجل الحديث عن محنتهن في إسبانيا، بعدما استحالت عودتهن للمغرب بسبب التهديدات الاجتماعية لهن. وقالت العاملات، لدى ظهورهن في تقرير حديث نشرته صحيفة “إلباييس” الإسبانية، أمس الإثنين، إنه وبعد تقدمهن بشكاية ضد مشغلهن، بسبب تعرضهن للتحرش الجنسي على يده، استحالت عودتهن للمغرب بسبب تلقيهن لتهديدات بالقتل من طرف عائلاتهم، وتوجيه اتهامات لهن بالدعارة في اسبانيا أثناء فترة إقامتهن في ضيعات الفراولة. النسوة التي يبلغ عددهن عشرة، واللواتي كن قد قدمن شكاية ضد مشغلهن حفظها القضاء الإسباني، يحكين كيف تحولت حياتهن منذ وضعهن للشكاية، وكأنهن يؤدين ثمن عدم الصمت عن الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها العاملات المغربيات في الحقول الإسبانية. وتقول الشابات المغربيات، إنهن كن يتعرضن لاعتداءات جنسية، ومحاولات استغلال من طرف مشغلهن، حتى خلال شهر رمضان، الذي أمضوه وهن يعملن في جني الفراولة في حقول إقليم الأندلس الإسباني. إحدى المتحدثات في التقرير الجديد ل”إلباييس”، سبق لها أن ظهرت في أول التقارير التي فجرت فضيحة الاعتداء على العاملات المغربيات في حقول إسبانيا، وكانت آنذاك امرأة حامل، ظهرت في تقرير اليوم وقد وضعت مولودتها في إسبانيا، معبرة عن ألمها، لعدم تمكن المولودة الجديدة من التعرف على إخوتها في المغرب. المغربيات اللواتي كن في البداية عاملات، وأصبحن أشبه بمعتقلات وسط شقة صغيرة في إقليم هويلبا، يقلن إن طموحهن ليس هو الإقامة في إسبانيا، وإنما مطلبهم الوحيد هو إحقاق الحق في قضيتهن، وإنصافهن من قبل القضاء الإسباني. يشار إلى أن قضية العاملات الموسميات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية، فجرتها صحيفة ألمانية، بعدما نشرت تقريرا مصورا قالت إنه يضم شهادات لعاملات يعترفن بتعرضهن لاعتداءات جنسية، وهو التقرير الذي حول القصة لقضية رأي عام في إسبانيا، أثارت نقاشا قويا في البرلمان الإسباني بين النواب والوزراء المعنيين.