صدر في لاهاي الأسبوع الجاري كتاب بعنوان “نصف قرن في هولندا”، يوثق لمسيرة جيل الرواد من المهاجرين المغاربة الذين وصلو إلى البلاد بداية من شهر ماي سنة 1969 إثر توقيع اتفاقية للتشغيل بين البلدين. ويقول الكتاب الذي ألفه ثلاثة كتاب، بينهم المحرر وهو من أصل تركي، إن المهاجرين المغاربة الذين تم استقطابهم خلال تلك الفترة كان مقررا أن يقيمو في البلاد بكشل مؤقت، لكن اندماجهم حولهم دفعهم إلى الإستقرار ثم المواطنة، حيث لم يكونوا قد قررو ذلك سابقا، خصوصا أن هذه البلاد لم تكن معروفة كثيرا لدى المغاربة. ويقدم الكتاب شهادة المهاجر المغربي محمد بوحيوفي (79 سنة) والمنحدر من إحدى القرى المغربية، وكيف سمع بفتح باب الهجرة، “قيل لي ما الذي لازلت تفعله هنا، تعمل من أجل درهمين بينما المهاجرون غارقون بالأموال” يقول الرجل. في وقت لاحق سيصل محمد إلى هولندا ليذهب للعمل في قطاع البناء، ثم الدواجن، قبل أن يتحول إلى العمل بإحدى المخابز في مدينة لاهاي. ويقول المتحدث إنه لم يشعر بأي تمييز خلال قدومه إلى البلاد، “إيماننا لم يكن موضوع نقاش، هنا لا أحد كان ليسألك إن كنت مسلما، قطعا لست نادما على القدوم إلى هولندا”. لكن تجربة محمد لم تكن معيارا، حيث يتحدث أحد المهاجرين الذي عمل في ورشة لهياكل السيارات عن الأوضاع البئيسة في العمل، وعن الظروف التي كانت دون المستوى المطلوب في كل القطاعات والأعمال التجارية واصفا إيها ب”شبه العبودية” تجربة أخرى يذكرها الكتاب حول مسار إدريس إزمرين (73 سنة) الذي كرس حياته للدراسة مع العمل، حيث نال عددا من الشهاات والتحق بالجامعة في تخصص الإنتروبولوجيا، كما عمل إلى غاية 2011 كضابط شرطة بإحدى المدن، فيما لازال حالا يعمل مترجما فوريا، ويساعد الناس على كتابة مراسلات قانونية بعد تقاعده. * مترجم بتصرف عن موقع “ad” الهولندي