بعد ربط تقارير أوروبية وإسبانية بين إعادة السلطات المغربية العمل بالتجنيد الإجباري وعودة الهجرة السرية للشباب المغاربة إلى الواجهة منذ السنة المنصرمة؛ اختارت وزارة الداخلية الرد على تلك التقارير عبر وكالة الأنباء الاسبانية، بالكشف عن الأسباب الرئيسية التي جعلت الدولة تلجأ إلى التجنيد الإجباري للشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و25 ربيعا. في هذا الصدد، كشف عبد الصادق بن علي، رئيس مديرية الانتخابات والإحصاء في وزارة الداخلية، في حديث مع وكالة الأنباء الاسبانية مع “إيفي”، أن “الهدف من الخدمة العسكرية هو تكوين الاحتياطيين، وتهيئ المجند للتعامل مع الأزمات المحتملة، علاوة على منحه تكوينا يؤهله للولوج إلى سوق الشغل”. في المقابل، قلل بن علي من أهمية التوجس والشك اللذين أبداهما البعض تجاه الخدمة العسكرية، علما أن صفحة على الفايسبوك كانت أحدثت ضد التجنيد الإجباري، وهي الصفحة التي استطاعت جمع 15400 عضو، والتي كانت تهدف إلى إقناع الشباب بعدم الانخراط في التجنيد. لكن الحماس الذي أبداه الشباب، وفق الأرقام الرسمية المعلنة، يضع حدا لهذه الشكوك. وعن أسباب رفع عدد الشباب المجندين في الخدمة العسكرية من 10 آلاف إلى 15 ألفا، يشرح بن علي قائلا: “أمام الإقبال الكبير للشباب على ملء استمارة الخدمة العسكرية، قرر الملك رفع عدد المجندين في الخدمة من 10 إلى 15 ألف شاب”. وأردف أن هذا الإقبال الكبير “يظهر أن الشباب واعون بأهمية الخدمة من أجل الالتزام بمهمتهم الوطنية والاستفادة من الإيجابيات التي تمنحها”. وأشار المسؤول ذاته إلى أن “الخدمة العسكرية ستمتد على طول سنة بأكملها، حيث سيستفيد المجندون من 4 شهور من التدريب العسكري، متبوعة بثمانية شهور أخرى من التكوين المهني وفق المستوى الدراسي والتخصص القبلي لكل واحد”، إلى جانب الاستفادة من الخدمة الصحية والعلاج المجاني في المستشفيات العسكرية، دون إغفال تكفل الدولة بالبذلة العسكرية والمهنية والأكل. كما أنهم سيستفيدون من منحة شهرية ما بين 1050 و2100 درهم، حسب مستوى كل مجند. وأبرز المسؤول نفسه أن الإقبال الكبير على التجنيد الإجباري سجل في كل جهات المملكة، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية. وتابع أن معايير انتقاء الشباب تقوم على مبدأ “المساواة بين المواطنين والتوازن بين الجهات”، يقول بن علي. وكشف المسؤول عينه، كذلك، أنه تم خلال هذه السنة انتقاء في المرحلة التمهيدية 133820 شابا، غير أن هناك لجنة إدارية ثانية شرعت يوم الاثنين الماضي في الانتقاء الثاني، حيث سيتم تحديد لائحة ثانية مقلصة، قبل أن يتم إحالتها على لجنة عسكرية وهي التي ستختار اللائحة النهائية.