هزت جرائم بشعة المجتمع المغربي، أخيرا، بشكل أثار موجة غاضبة، وجعل عددا من الفنانين ينادون ب”تطبيق الإعدام في حق الفاعلين”، على الرغم من أن هذه العقوبة هي محور نقاش عالمي، ومناصرو حقوق الإنسان ينددون بالمناداة بها. ومن بين المشاهير، الذين طالبوا بإعدام مرتكبي جريمة طفل مكناس، وفتاة الرباط البشعتين، دنيا باطمة، ونجاة الرجوي، وجواد قنانة، وصامد غيلان وآخرون. ونقاش الإعدام، الذي ينخرط فيه الفنانون، والمشاهير، ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كذلك، من خلال حملات ووسوم، علق عليه رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، في حديثه مع “اليوم 24″، وندد بكل ما يتم الترويج له، كون أنه غير مجد، ونافع للردع، معتبرا أن المشاهير يزايدون بالأمر في إطار الإشهار، والبحث عن المتعاطفين، وإظهار أنهم وطنيون أكثر من الآخرين. وفي بداية حديثه، قال عبد الإله الخضري: “نحن كمنظمة حقوقية نحرص على الأخذ بحقوق الإنسان بكل جزئياتها، بعيدا عن الاعتبارات العاطفية، والنفسية، فالناشط الحقوقي ملزم بشرعنة الإعلانات العالمية لحقوق الإنسان”. وأضاف المتحدث نفسه: “الفنانون أو عامة الناس، الذين يطالبون بالإعدام، يجب أن يتساءلوا هل هذه العقوبة ستكون زجرية، وناجعة للحد من الإجرام.. الدراسات العالمية أثبتت العكس، إضافة إلى أنها عقوبة غير إنسانية”. وأوضح رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، أنه مع اللجوء إلى عقوبة المؤبد مع الأشغال الشاقة، يصبح المدانون درسا لمن سواهم، علما أنها عقوبة أصعب من الإعدام، خصوصا على مستوى أثرها. واعتبر الخضري أن الفنانين، الذين ينادون بالإعدام، يخوضون مزايدات في مجال لا صلة لهم به، ويتهمون الحركة الحقوقية اتهامات لا أساس لها من الصحة”، مشيرا إلى أن انخراطهم وتروجيهم لحملة المطالبة بتفعيل عقوبة الإعدام يندرج، كذلك، في سياق الإشهار، والبحث عن متعاطفين، بل يصل إلى حدود إظهار أنهم وطنيون أكثر من غيرهم، ووصف سلوكياتهم بأنها من دون قيمة. وزاد المتحدث نفسه: “أغلب المنادين بالإعدام” لا يستوعبون مبدأ الجريمة والعقاب، ولا تطور الحركة البشرية”. “يجب العمل على استهداف كل حاملي الفكر المتشدد، ومقارعة فكرهم بالفكر، لا يجب أن ننتظر حتى وقوع الكارثة من أجل أن ننتقض”، يضيف الخضري. وطرح الحقوقي ذاته سؤالا مشروعا، وقال: ” كيف يعقل أن منطقة من مناطق المغرب تعيش بدون مراقبة، وتجعل المجرم يتعامل مع ضحيته كأنه أسد انقض على فريسة.. هادشي مخصوش يكون”. وقال الخضري: “الفنانون، والنشطاء ككل المواطنين مدعوون إلى التبليغ عن المجرمين، إذا علموا بجرائمهم في الشارع، أو صادفوا حدوثها للقبض عليه وهذه السلوكيات وطنية..، مضيفا: “واش نتسناو حتى يرتكب المجرم جريمتو..أو نبقاو نتفرجو؟”. وشدد المتحدث نفسه أن على الأجهزة الأمنية التحرك، والحرص على الأمن، وأن لا تنتظر وقوع الجرائم، أو تبليغها عنها، لتباشر مهامها. وأصبح نقاش عقوبة الإعدام في الواجهة من جديد، مع تأييد تفعليها من مواطنين ونشطاء، ومشاهير، عكس ما تنادي به المنظمات الحقوقية العالمية والوطنية.