وسط الإقبال المتزايد، طيلة شهر غشت الجاري، على مدن الشمال لقضاء العطلة الصيفية، تعيش مدينة تطوان وضعا استثنائيا كونها محطة المواصلة لعدد من المسافرين، ومدينة يُستبعد عدم زيارتها من قبل مصطاف يقصد إحدى المدن أو المناطق المحيطة، أو أن يكون مجرد مار عليها، متجها صوب الشمال الشرقي، أو مدينة طنجة، فضلا على أنها قبلة صيفية وسياحية لأعداد من المغاربة، رغم صغر حجمها. ومن أبرز مظاهر هذا الوضع، تَواصُل الحياة والحركة في المدينة ليلا ونهارا، والازدحام الشديد في أحيائها وشوارعها المكتظة بالسيارات والراجلين، إلى جانب الاستنفار الأمني لسلطات المدينة المختلف عن غيره في العديد من المدن المغربية، خلال هذه الفترة، لما يتطلبه الوضع من ضبط لحركية السير، وحفاظ على أمن المدينة والسكان، والمصطافين. ويعد أكثر ما لفت الانتباه في وضع مدينة تطوان مبيت الزوار في الساحات والأزقة. وأظهر فيديو، نُشر على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، عددا من زوار مدينة تطوان، يبيتون في العراء، على الساعة الثالثة صباحا، منهم الذين افترشوا العشب ملتحفين السماء، كما منهم الذين نصبوا خيامهم، قرب المحطة الطرقية تطوان، في منظر يبرز حالة من الأمن، والطمأنينة التي ترافق زائر “الحمامة البيضاء”، طيلة أوقات استمتاعه بالعطلة وسط سكان المدينة، الشيء الذي ربما يفتقده داخل مدينته وحيه. وفي هذا الصدد، قال ادم ناشط إعلامي في تطوان، في تعليق مرافق للفيديو، الذي نشره عبر حسابه في ال”فايسبوك”، إنها “الثالثة والنصف صباحا أمام المحطة.. المواطنون يبيتون في الشارع في أمن وأمان، هناك الذي أقام خيمة، وهناك النائم فوف العشب وتحت السماء، يستحيل أن تجد هذا الوضع إلا في مدينة تطوان”. وكتب آخر: “الحمد لله تطوان الأمن والأمان، تطوان الخير، تطوان أمانة في رقابنا، فلنحافظ على نظافتها وأمنها”، مبديا أمله في توفر “فرص الشغل مستقبلا، بأجور محترمة”، ما قد يساهم في الفوز ب”مدينة نظيفة، آمنة، وضامنة لفرص الشغل”. يذكر أن عددا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي القاطنين في مدن الشمال، أثاروا ضجة في وقت سابق، من بداية الأسبوع الجاري، حول إفساد جمالية المدن، مستنكرين الإقبال المتزايد على السواحل الشمالية للمملكة، خاصة منها طنجةوتطوان والمدن المحيطة بها، فيما اعتبر آخرون إثارة مثل هذه القضايا "عنصرية وأنانية"، تستهدف الوافد من "المدن الداخلية"، وسواحل الأطلسي، معبرين عن ترحيبهم بكل المصطافين في مدن الشمال.